بَعيدا عن أجواء الإضرابات و»الخنيفري» الحَاصل في مجلس الشغب، ينشغل الشعب التونسي أوشقّ كبير منه بالمُواجهتين القاريتين للنادي الافريقي والترجي الرياضي وهُما من الأقطاب الرياضية و»المُؤسّسات» الوطنية التي تَعكس حالة الخَراب في بلد لم تَعد عَاصمته قادرة على توفير ملعب يَأوي الناديين الأهمّ والأقدم في الجمهورية «المُبتلية» بوزراء ووزيرات لا يَفقهون شيئا لا في حِوار الأقدام ولا حتّى في فُنون الكَلام. في المنزه، يَستضيف الترجي «بلاتينيوم» الزمبابوي وسط غياب الجمهور بقرار من «الكَاف» التي نَامت كأهل الكَهف قبل أن تُعاقب بطل افريقيا بتُهمة إشعال الشَّماريخ والاعتداء على حَافلة الأهلي المصري في «الفِينال» الذي ولّى وانتهى منذ أكثر من شَهرين. هذه العُقوبة تَبعث على السُّخرية والاستغراب بسبب التَأخير الكبير في صُدورها وقد تكون شَكلية في نظر الكثيرين بحكم أن الجماهير الصفراء والحمراء لن تَذهب في كلّ الحالات إلى المنزه لأن مُدرجاته الآيلة للسُّقوط عاجزة عن استقبال كامل المشتركين وهم في حدود ثلاثة عشر ألف «مكشّخ». احتجاب الجماهير سَيُفسد حَتما الصُّورة لكنه لن يمنع شيخ الأندية من الضَّرب بقوّة أمام «بلاتينيوم» القادم من قاع القارة الافريقية وهو عارف بأن نادي «باب سويقة» لن يُساوم على نتيجة المباراة خاصة بعد أن كان فريق الشعباني قد أهدر نُقطتين في الأراضي الغِينية الشيء الذي يَضع حامل اللّقب أمام حتمية الانتفاض في جولة اليوم من أجل تَصحيح المَسار. وما بين رحلة «كوناكري» ومُواجهة «بلاتينيوم»، كان شيخ الأندية قد حقق انتصارا مَعنويا على بن قردان بتاريخ 15 جانفي 2019 وهو اليوم الذي عاشت فيه العائلة الترجية أفراحا تاريخية و»كَرنفالات» أسطورية إحتفاءً بالمائوية. ولاشك في أن النَشوة التي تَغمر قلوب «المكشخين» من الشمال إلى الجنوب تفرض على أبناء الشعباني حصد الانتصارات في كلّ المسابقات ودون أيّة تشكيات من التَّعب والإرهاق لأن المُراهنة على البطولات والكؤوس قدر محتوم على نادي «باب سويقة» منذ 1939 وهو العام الذي بدأ فيه الترجي رحلة «صَيد» الألقاب ب»الكَركارة». في مصر، التي لنا فيها صَولات وجَولات تَشهد بها القَاهرة والاسكندرية، يَنزل النادي الافريقي ضَيفا على «الدّراويش» وفي البَال الخروج من الاسماعيلية بإنتصار يُنعش الآمال ويُنسي جماهير «الغَالية» جُرح الجولة الافتتاحية أمام قسنطينة الجزائرية في أولمبي سوسة. الجُرح لم يكن عَميقا وكبيرا بسبب الهزيمة القاسية والظّالمة فحسب بل أن الغَضب كان شديدا أيضا بفعل التجاوزات التي صَدرت عن فئة من «المُشاغبين» و»المُتعصبين» في حق أبناء «باب الجديد» والمسؤولية مُلقاة طَبعا على الدولة بوصفها المسؤول الأكبر عن حالة التسيّب المُؤدية إلى «تَهجير» المقابلات الأخيرة للأفارقة والترجيين إلى خَارج العَاصمة. لقد عَوّدنا الافريقي على الابداع في قلب العَواصف وهو ما يَعني أن إجتياز فخّ «الدراويش» ليس بالمُستحيل على صاحب الرباعية التاريخية و»الغَزوات» الدولية الشهيرة من «كَامبلا» الأوغندية في مَطلع التسعينيات المجيدة إلى موقعة «أم درمان» السودانية والتي تفوّق خلالها فريق اللّيلي على «حَرب التجييش» وحِيل الحكم الروندي «الظالم» «باسيفيك» الذي كان يُخطّط لسَرقة الفرحة التونسية جَهارا نَهارا. لا جِدال طبعا في أن الإسماعيلي المصري من المدارس الرياضية العَريقة والمعروفة ب»الفنيات» واستقطاب أصحاب المَهارات أمثال أحمد حسن وحسني عبد ربه... وغيرهما من الأقدام المشهورة. كما أن «الدراويش» يُعتبرون من الجمعيات العربية التي تذوّقت طعم الفوز برابطة الأبطال الافريقية. لكن كلّ الامكانات التاريخية والجَماهيرية للأشقاء لن تَقف حَجر عثرة أمام طُموحات النادي الافريقي الحالم بإسترجاع أمجاده ولو حَرموه من الانتدابات و»أغرقوه» بالعُقوبات. البرنامج رابطة أبطال افريقيا (الجولة الثانية من دور المجموعات) في مصر (س17): الاسماعيلي المصري - النادي الافريقي (الحكم الكامروني نيانت أليوم) في المنزه (س14 / دون حضور الجمهور): الترجي الرياضي - بلاتينيوم الزمبابوي (الحكم الغمبي باكاري قاساما) ترتيب المجموعة (3) 1) مازمبي الكونغولي 3 - النادي الرياضي القسنطيني 3 3) النادي الافريقي 0 4) الإسماعيلي المصري 0 ترتيب المجموعة (2) 1) الترجي الرياضي 1 - حوريا الغيني 1 - بلاتينيوم الزمبابوي 1 4) أورلاندو بيراتس الجنوب - افريقي 1