رَغم العَوائق التنظيمية والعُقوبات التأديبية، نجح الترجي الرياضي في تخطّي عَقبة «بلاتينيوم» الزمبابوي ليتدارك بذلك النُقطتين الضَائعتين في غينيا ولِيَتقاسم صَدارة مجموعته مع «أورلاندو بيتراس» الجَنوب - إفريقي وهو الخَصم القادم لفريق الشعباني في المُنافسات القارية. وكان الترجي قد فاز على «بلاتينيوم» في غياب الجمهور بسبب عُقوبة «الكَاف» هذا فضلا عن رداءة ميدان المنزه الشاهد على حضور النتيجة مُقابل تواضع الأداء. تحقّق المُهم بَعد التعادل في «كُوناكري»، نجح الترجي في الانتصار على «بلاتينيوم» وقد حقق فريق الشعباني بذلك المُهم على صعيد المنافسات الافريقية. هذا في إنتظار تحسين المَردودية خاصة أن الأمر يتعلق بحامل اللقب الذي من المفروض أن يكون في أفضل الحالات ليؤكد أنه سائر بثبات نحو المحافظة على عرشه القاري للموسم الثاني على التوالي. ولاشك في أن الجماهير الترجية مُرتاحة للنتائج الايجابية على الصعيدين المحلي والقاري لكنّها تطالب في الوقت نفسه بأداء أرفع وتراهن في ذلك على اتّساع هَامش التطوّر في الفريق خاصة في ظل صَحوة عدد من الإحتياطيين وإدماج المُنتدبين الجُدد (الجزائري مزياني واللّيبي الهوني في إنتظار ظهور النيجيري لوكازا). الخنيسي ينتفض بَعد حوالي 16 شهرا من «الصِّيام»، جدّد طه ياسين الخنيسي العهد مع الأهداف الافريقية وقد ضرب مُهاجم الترجي بقوّة أمام «بلاتينيوم» حيث أنه تكفّل بتسجيل ثنائية الفَوز. ومن المُؤكد أن هذه الثنائية سَتُعيد للخنيسي «شَهية» التَهديف في المُنافسات القارية كما أن هذه «الانتفاضة» قد تكون بمثابة الإعلان الرسمي عن رغبة الخنيسي في حماية «عرشه» من «الأطماع» خاصة مع وصول المهاجم النيجيري «جونيور لوكازا» الذي من المُنتظر أن ينافس بقوّة على مقعد في مُقدّمة الهجوم الأصفر والأحمر. في انتظار التأكيد ترك اللّيبي حمدو الهوني انطباعات جيّدة على هامش مُصافحته الأولى بالأزياء الترجية ومن الواضح أن هذه الصفقة مُثمرة ومن شأنها أن تمنح حلولا اضافية في المنطقة الأمامية هذا طبعا في إنتظار التأكيد في المَواعيد القادمة. «أورلاندو» المُنافس الأشرس بالتوازي مع إنتصار الترجي على «بلاتينيوم» الزمبابوي تمكّن «أورلاندو بيراتس» الجنوب - افريقي من هَزم «حُوريا» الغيني. وقد إكتسح «أورلاندو» منافسه بثلاثية تَناوب على تسجيلها «لوتش» (1) و»شونغا» (2). وبهذا الفوز يتقاسم مُمثل جنوب افريقيا الريادة مع الترجي الذي أصبح على إقتناع تامّ بأن «أورلاندو» هو الخصم الأشرس والأقوى في المجموعة الثانية. الجَدير بالذِّكر أن شيخ الأندية سينزل ضيفا على «أورلاندو» في مطلع فيفري المُقبل لحساب الجولة الثالثة من دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. أفضل لاعب مغاربي شَهدت السّاعات الأخيرة خَبرين مُهمين وسَاخنين في ملف أنيس البدري. النَبأ الأوّل يتمثّل في تَتويجه بجائزة أفضل لاعب مغاربي لعام 2018 وذلك حسب الإستفتاء الذي قامت به المجلة الفرنسية «فرانس فوتبول». أمّا النبأ الثاني وهو «الأخطر» والأكثر وَقعا في نفوس «المكشخين» والمُتابعين فإنه يكمن في إعلان اللاعب عن رغبته في مُغادرة الحديقة «ب» في سبيل خوض تجربة احترافية أخرى. وكان أنيس قد عبّر عن فرحته العَارمة بحصوله على الجائزة الشرفية كأفضل لاعب في المنطقة المَغاربية وقد تفوّق نجم الترجي الرياضي على عدة أسماء لامعة مِثل المغربي حكيم زياش والجزائري رياض محرز والتونسي وهبي الخزري والجزائري بغداد بونجاح...وغيرهم كثير. ومن الواضح أن البدري الفائز ب 47 بالمائة من أصوات المُشاركين في هذا الإستفتاء جَنى ثمار التألق مع الترجي الرياضي خلال الموسم المُنقضي ومن المعلوم أن البدري كان قد تُوّج مع شيخ الأندية بلقب رابطة الأبطال التي أنهى البدري مُنافساتها وهو على عرش الهدّافين (8 أهداف). هذا فضلا عن مُشاركته مع فريقه في المُونديال الإماراتي. وتأتي هذه الجائزة «الفَخرية» في الوقت الذي أكد فيه البدري عن رغبته في الرحيل لدخول في تجربة أخرى خاصّة في ظل توفّر العَديد من العروض المُغرية من أوروبا والخليج العَربي. قِراءة في موقف البدري إعلان البدري عن رغبته في مغادرة ساحة «باب سويقة» تَحتمل قراءتين. التأويل الأوّل مُرتبط بالجوانب الرياضية والمالية بما أن البدري القادم إلى الترجي منذ 2016 من الدوري البلجيكي تحصّل على جميع الألقاب المحلية والدولية المُمكنة (البطولة التونسية في مُناسبتين فضلا عن كأس تونس والبطولة العَربية ورابطة أبطال افريقيا). ومن المؤكد أن نجاح البدري في إثراء سِجلّه بجميع هذه التَتويجات (بعد أن جاء إلى الترجي بصفر إنجازات) قد يجعله يُفكّر في تَغيير الأجواء بحثا عن تَحديات أخرى وربّما أيضا لتعزيز رصيده البنكي بمكاسب اضافية خاصّة أنه شَارف على الثلاثينيات ومن حقّه الانشغال بتأمين «تَقاعد مَلكي». وهُناك قراءة ثانية وقد تكون «ضعيفة» نسبيا. والحديث عن امكانية «تعمّد» اللاعب الترويج للعروض «الفلكية» المُتهاطلة عليه للتأكيد على مكانته المركزية في التشكيلة الترجية. وإن صَدقت هذه الرواية فإن البدري سيكون من «المُخطئين» بحكم أن التجربة تُثبت أن الترجي لا يتوقّف على أحد. فقد غادره من قبل مشوش وبن مراد وتميم وطارق والواعر والحمروني والمساكني دون أن تَتعطّل العَجلة عن الدوران وحصد الألقاب. من أجل جاهزية أفضل بَعد الفوز على «بلاتينيوم»، تمتّعت الجمعية بيوم راحة لكن هذه الإجازة لم تشمل بعض العناصر التي تحتاج إلى تمارين اضافية لتحسين لياقتها البدنية والكلام أساسا عن سعد بقير والجزائري طيّب مزياني والنيجيري «جُونيور لوكازا». وقد تدرب هؤلاء تحت إشراف المعد البدني بهدف الحصول على جَاهزية أكبر ما يُخوّل لهم المنافسة بقوّة على مقاعد دائمة في التشكيلة الترجية ومن المعروف أن المُنافسة ستكون سَاخنة خاصّة في ظل وفرة الحلول في جُلّ المراكز. الصّدارة المحلية من المنتظر أن تستأنف الجمعية اليوم التمارين في مركب المرحوم حسّان بلخوجة. ويستعدّ فريق الشعباني لمواجهة النادي البنزرتي يوم الأربعاء القادم على أرضية ملعب 15 أكتوبر في نطاق اللقاء المؤجل لحساب الجولة الثالثة عشرة من سباق البطولة. ويُخطّط الترجي للخروج من بنزرت بنقاط الفوز لتعزيز مَوقعه في الصّدارة وكسب بطولة الخريف وبالأحرى «بطولة الشتاء».