حذرت الأممالمتحدة، امس الأحد، من وقوع نزاع في الجنوب الليبي مع وجود أنشطة حشد للقوات العسكرية. واشنطن (وكالات) وقال بيان للبعثة الأممية في ليبيا، «تعبر بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة من الجنوب عن تحشيد قوات مسلحة، وفي ظل بيانات وبيانات مضادة، مما ينذر بوقوع نزاع وشيك». وأضاف البيان «ويدعو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، جميع الأطراف في الجنوب إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». ونقل البيان عن سلامة قوله «لقد قمت في الأسبوع الماضي بزيارتي الأولى إلى سبها، وشعرت أن لدى أهالي الجنوب من مختلف الأطياف السياسية والعرقية نية حقيقية لمعالجة المشاكل التي تفصل بينهم من أجل مستقبل أفضل لمنطقتهم». وأضاف «وهذا بالتحديد ما يحتاج إليه الجنوب، أي معالجة القضايا الملحة وأهمها المسألة الأمنية والإنسانية. ولمست لديهم القناعة بأن الحرب والنزاعات من شأنها أن تفاقم تلك القضايا عوضا عن إيجاد الحلول الناجعة لها». من جهة أخرى أكدت مصادر أمنية وعسكرية ليبية، أن كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني الليبي، فرضت سيطرتها على معسكر الحراري على طريق طرابلس. وقالت المصادر إن قبيلة «أولاد سليمان» سلمت كل المواقع والمقرات العسكرية الواقعة تحت سيطرتها، إلى المنطقة العسكرية «سبها» التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة. وقد أمر القائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفه حفتر، بتحريك كتيبة طارق بن زياد إلى الجنوب، من أجل التصدي للمعارضة التشادية في المنطقة. وتمر ليبيا منذ سقوط نظام زعيمها الراحل، معمر القذافي، في خريف 2011، بأزمة سياسية حادة، في ظل انعدام الأمن، وتنافس قوات مختلفة على السلطة في البلاد. ويتنازع في ليبيا حاليا مركزان أساسيان على السلطة، وهما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج المدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، والثانية الحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا، والتي تتخذ من مدينة طبرق مقرا لها والمدعومة من حفتر وقواته وكذلك مجلس النواب المحلي. وفي ظل انهيار مؤسسات الدولة في كثير من مناطق البلاد، تحاول مجموعات مسلحة من بعض دول الجوار وخاصة التشاد التسلل إلى أراضي جنوب ليبيا، حيث كثفت في الشهر الماضي هجماتها على مواقع للجيش الوطني الليبي.