سار النجم البرتغالي لجوفنتس الإيطالي كريستيانو رونالدو امس الثلاثاء على خطى غريمه السابق في برشلونة قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي باستبدال السجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بسبب التهرب الضريبي في إسبانيا، بعقوبة مالية أخرى تضاف الى غرامة فرضتها عليه محكمة مدريد. وعاد النجم البرتغالي امس الثلاثاء الى مدريد التي تركها الصيف الماضي للانتقال الى تورينو من أجل الدفاع عن ألوان بطل الدوري الإيطالي جوفنتس، وذلك للمثول أمام المحكمة التي حكمت عليه بدفع غرامة قدرها 3,2 ملايين أورو، اضافة الى موافقتها على استبدال عقوبة السجن لعامين مع وقف التنفيذ بمبلغ 356 ألف أورو. وعموما، يعفى في إسبانيا المحكومون بالسجن لفترة تصل الى عامين، من تنفيذ العقوبة في حال عدم وجود سوابق في سجلهم. ولم يتمكن المتحدث باسم المحكمة تحديد ما إذا كان مبلغ ال3,2 ملايين أورو ضمن التسوية التي حصلت بين فريق الدفاع عن رونالدو والسلطات المالية الإسبانية في جوان الماضي، والقاضي بأن يدفع النجم البرتغالي 18,8 مليون أورو على خلفية اتهامه بالتهرب من دفع الضرائب. وتجمع العشرات من الصحافيين والمصورين خارج المحكمة في شمال شرق مدريد لمتابعة الاجراءات التي لم تدم طويلا، إذ خرج البرتغالي من القاعة بعد قرابة 40 دقيقة وقال للإعلاميين لدى سؤاله عن أحواله "أنا جيد جدا" قبل أن يغادر بالسيارة بصحبة صديقته جورجينا رودريغاز. ورفضت المحكمة أن يحضر اللاعب الجلسة عبر الفيديو أو أن يدخل المبنى بالسيارة لتجنب التهافت الإعلامي. ولو لم يتم التوصل الى اتفاق مع سلطات الضرائب بدفع مبلغ 18,8 مليون أورو، وكان رونالدو يواجه احتمال فرض غرامة أقسى بكثير تصل الى 28 مليون أورو، والسجن لثلاثة أعوام ونصف، بحسب نقابة الاختصاصيين في وزارة المالية. وأدى هذا الاتفاق الى إقفال الملف القضائي بحق النجم البرتغالي. واتهمت المحكمة الجنائية في مدريد، رونالدو بتهرب ضريبي وصلت قيمته إلى 14,7 مليون أورو من خلال انشاء هيكل تجاري وهمي لإخفاء أرباحه في الفترة من 2011 إلى 2014. شركات عبر البحار فتحت النيابة العامة التحقيق بحق رونالدو في جوان 2017 وتم الاستماع اليه بعدها بشهر، وقد أكد النجم البرتغالي في حينها أنه "مرتاح الضمير"، فيما أبدى ريال مدريد ثقته ب "البراءة التامة" لقائد منتخب البرتغال. واعتبرت النيابة العامة ان رونالدو "استفاد من كيان شركة انشئت في 2010 لإخفاء العائدات التي يحصل عليها في اسبانيا من حقوق بيع الصور من امام سلطات الضرائب". وكان اسم رونالدو ورد في تقارير "فوتبول ليكس" التي كشفت في 2016 وثائق تتعلق بعمليات تهرب ضريبي على نطاق واسع في عالم كرة القدم شملت العديد من اللاعبين والمدربين في اوروبا. لكن المهاجم البرتغالي نفى مرارا قيامه بعمليات تهرب ضريبي، ونشر أواخر 2016 كشوفات مالية بقيمة 225 مليون أورو. ورونالدو من بين عدة لاعبين اتهمهم وما زال، القضاء الاسباني بالتهرب الضريبي، مثل غريمه السابق في برشلونة ميسي الذي ادين بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 21 شهرا (تم استبدالها لاحقا بغرامة قدرها 252 الف أورو) مع غرامة مالية بنحو مليوني أورو. ويضاف الى المشكلة الضريبية التي يواجهها رونالدو، اتهام البرتغالي في الولاياتالمتحدة باغتصاب عارضة الأزياء السابقة كاثرين مايورغا (34 عاما)، في حادثة تعود الى 13 جوان 2009. وطلبت شرطة لاس فيغاس مؤخرا من السلطات الإيطالية تزويدها بعينة من الحمض النووي للاعب البرتغالي الذي نفى بشدة تهمة الاغتصاب، وفي مقابلة أجراها عشية رأس السنة الجديدة مع صحيفة "ريكورد" البرتغالية الرياضية أكد أنه "مرتاح الضمير" و"واثق بأنه سيتم توضيح كل شيء قريبا".