حقق النجم الرياضي الساحلي يوم أمس فوزا مستحقا عند نزوله ضيفا على النادي الإفريقي في مباراة متأخرة ضمن الجولة 13 من بطولة الرابطة المحترفة. فريق جوهرة الساحل تحول إلى العاصمة باحثا عن تفادي الهزيمة وهو ما أكده اعتماده بشكل مستمر على تأخير الكتلة الدفاعية مع انتهاج الهجوم المعاكس. أما نادي باب الجديد فكأنه لم يعد من الإسماعيلية حيث ظهر بمستوى مهزوز ليتكبد هزيمة قاسية هي الثانية في رصيده على التوالي بعد دربي العاصمة.و بدا واضحا أن الافريقي يعاني من الارهاق بعد لقاء الاسماعيلي . بداية محتشمة لم يأت كلاسيكو ملعب المنزه ببداية قوية من الجانبين بيد أن أفضلية النجم الساحلي كانت واضحة رغم غياب الخطورة.. من جانبه لم يكن النادي الإفريقي في قمة تركيزه وأخطأ لاعبوه في التمرير ومنح عدة تمريرات خاطئة لزملاء العواضي الذين ركزوا كراتهم في العمق خلال الدقائق العشر الأولى نحو الجزائري كريم العريبي. أول تهديد على المرمى جاء عبر جزائري ليتوال الذي صوب في الدقيقة الثانية كرة لم يجد الشرفي صعوبة في التصدي لها أما من جانب الأفارقة فقد أتيحت كرة للشماخي طلب في أعقابها بضربة جزاء اثر لمس كرة باليد من المدافع صدام بن عزيزة. ربع الساعة الأول عرف أخطر محاولة بعد توغل من العقربي على الرواق الأيمن وتمهيد على المنطقة لأحمد خليل الذي فشل في التصويب مهدرا هدفا محققا للأحمر والأبيض في الدقيقة 12. الامتلاك للإفريقي والخطورة للنجم بمرور الوقت مسك النادي الإفريقي بزمام الأمور وكان أفضل من ضيفه النجم الساحلي حيث تحرك الفريق خاصة من الرواقين فيما كانت الخطورة من الجهة اليمنى خصوصا أن فريق جوهرة الساحل اختار التعويل على عمار الجمل كظهير أيسر. نادي باب الجديد فرض أسلوبه لكن الهدف كان يمكن أن يأتي من الجانب الآخر في الدقيقة 20 بعد أن أطنب المنوبي الحداد في امتلاك الكرة قرب منطقة الجزاء ليضغط عليه الحناشي ويفتكها منه ثم يتوجه نحو المرمى ويراوغ الجزيري لكن الحداد لحق به ليسقطه أرضا لكن الحكم المصري محمد معروف أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاج لاعبي ليتوال. خطورة فريق جوهرة الساحل كانت أساسا عبر اعتماد الهجومات المعاكسة أو التبادل السريع للكرة واللعب في عمق دفاع الإفريقي المتقدم نسبيا عن مرمى الشرفي لاستغلال ثقل لاعبي المحور الجزيري والعيفة وهو ما أحدث الخطر في مناسبات عديدة. نهاية سلبية عرفت نهاية الشوط الأول تهورا نسبيا من بعض لاعبي الفريقين والبداية كانت بخسارة النادي الإفريقي لخدمات متوسط ميدانه أحمد خليل بسبب إصابة في الكاحل نتيجة تدخل من مالك بعيو. عملية خلفت بعض التوتر وكانت الدقيقة 43 مسرحا لتبادل العنف بين مدافع النجم الساحلي صدام بن عزيزة ولاعب الإفريقي غازي العيادي الذي اكتفى الحكم المصري بإنذاره في حين أنه كان يستحق البطاقة الحمراء نتيجة ما قام تجاه بن عزيزة. المستوى الفني كان ضعيفا للغاية والعمليات الهجومية كانت شبه مفقودة وإذا أضفنا التشنج في نهاية الشوط يمكن التأكيد أن الفترة الأولى للكلاسيكو كانت دون المطلوب. تغيير وهدف يضيع لئن خسر الإفريقي في نهاية الفترة الأولى خدمات أحمد خليل للإصابة وتم تعويضه بزميله وسام يحيى فإن مدرب النجم الساحلي روجي لومار اختار أن يستهل الشوط الثاني بترك المهاجم أمين الشرميطي في حجرات وتعويضه بالفينزويلي داروين غونزاليز. تغيير كان يمكن أن يأتي بافتتاح النتيجة بعد أن توغل الوافد الجديد من الرواق الأيمن ليمهد للمساكني في المنطقة الذي صوب كرة تصدى لها العيفة والعقربي بمساندة العارضة ليضيع الهدف منذ الثواني الأولى. أسبقية مستحقة بعد تهديد المساكني نجح النجم الساحلي في هز شباك الشرفي مع الدقيقة 50 اثر هجوم معاكس من مالك بعيو الذي نجح في عكس الهجمة من ركنية رديئة التنفيذ من يحيى قبل أن يمهد في القائم الثاني نحو المدافع زياد بوغطاس الذي صوب كرة أرضية فشل الشرفي في صدها. هدف كان مستحقا بما أن النجم كان أكثر انضباطا وأفضل انتشارا على الملعب فيما اندفع الإفريقي إلى الهجوم بأكثر لاعبين لكن دون فاعلية وهو ما كلفه هدفا في توقيت صعب. عملية وتغيير بعد هدف النجم غاب رد فعل الإفريقي وهو ما أجبر المدرب شهاب الليلي على إجراء أول تغيير فعلي وذلك بالاستنجاد بزهير الذوادي مكان سند الخميسي بغاية منح أكثر حيوية للهجوم. تغيير جاء بمحاولة خطيرة في الدقيقة 60 حيث تبادل الذوادي الكرة مع يحيى قبل التمهيد للمنوبي الذي فشل في استثمارها رغم موقعه المناسب الأمر الذي دفع شهاب الليلي إلى تعويضه بالغاني ساسراكو. المنوبي كان تائها ولم يقدم المردود المطلوب وهو ما جعله يكون محل سخط الأحباء ليغادر الملعب تحت صافرات الاستهجان. إفراط في إضاعة الوقت أمام تساهل الحكم المصري مع التدخلات العنيفة والسقوط المستمر للاعبي النجم الرياضي الساحلي على أرضية الميدان تفنن لاعبو فريق جوهرة الساحل في إضاعة الوقت وتقريبا فإن كل زملاء الجمل تداولوا على السقوط سواء بموجب أو دونه فيما غابت البطاقات الصفراء الأمر الذي اعتبر وكأنه تحفيز. غير كاف حاول النادي الإفريقي الوصول إلى مرمى مكرم البديري لكن اللمسة الأخيرة ظلت غائبة وظل امتلاك الكرة رقما يرتفع دون فائدة بل أن الهدف اقترب من النجم في بعض المناسبات على غرار انفراد الجزائري العريبي بالحارس الشرفي الذي كان أسرع منه نحو تمريرة العواضي. وفي ظل بحث النجم المبكر عن الاحتفاظ بفوزه عبر إضاعة الوقت وضعف الإفريقي هجوميا لم تتغير النتيجة في الدقائق الأخيرة للقاء لينتهي كلاسيكو المنزه على فوز مستحق للنجم وخسارة ثانية على التوالي للإفريقي وثالثة في مواجهات الكبار لمرحلة الذهاب. تشكيلتا الفريقين النادي الإفريقي: سيف الشرفي – بلال العيفة – فخر الدين الجزيري – علي العابدي – حمزة العقربي – أحمد خليل (وسام يحيى) – غازي العيادي – سند الخميسي (زهير الذوادي) – أسامة الدراجي – المنوبي الحداد (ديريك ساسراكو) وياسين الشماخي. النجم الساحلي: مكرم البديري – وجدي كشريدة – زياد بوغطاس - صدام بن عزيزة - عمار الجمل – مالك بعيو – كريم العواضي – إيهاب المساكني (مرتضى بن وناس) – ماهر الحناشي (فراس بالعربي) - أمين الشرميطي (داروين غونزاليز) وكريم العريبي. هوامش دقيقة صمت اثر وفاة الزميل شكري الورتاني توقف لاعبو الفريقين عند منطقة وسط الميدان قبيل انطلاق اللقاء محترمين قرار الجامعة بتخصيص دقيقة صمت ترحما على روح زميلنا المصور شكري الورتاني. مناوشات قبل انطلاق المباراة عرفت مدرجات الإفريقي بعض المناوشات بين فئة من الجماهير لكن تم تطويق الخلاف لينطلق الشوط الأول في أجواء عادية. الجمهور غاضب غادر جمهور النادي الإفريقي ملعب المنزه يوم أمس غاضبا بعد الهزيمة أمام النجم الساحلي وقد هاجم الأنصار الجميع خصوصا أن ناديهم فشل بقوة في المواعيد الحاسمة لهذا الموسم. مردود متواضع للحكام المصريين لم يكن طاقم التحكيم المصري يوم أمس في المستوى فقد فشل في التحكم في التدخلات العنيفة وحرم النجم من فرصة خطيرة نتيجة تغاضيه عن منح المخالفة للحناشي دون الحديث عن تهاونه في ضبط الوقت مع تفنن لاعبي النجم في إهداره. نجم اللقاء زياد بوغطاس قدم مدافع النجم الساحلي زياد بوغطاس مردودا محترما يوم أمس وكان نجم الكلاسيكو حيث قام بواجبه بشكل مثالي في تأمين الخط الخلفي وخاصة في الكرات الهوائية أما هجوميا فقد بصم بنفسه على الانتصار بتسجيله للهدف الوحيد في القمة.