في الوقت التي تُكافح فيه العديد من الجهات مَوجات البرد القَارس تَخترق الكأس كعادتها الحدود لتنشر الفرح وتَصنع «أبطالا» من رَحم الفقر والتهميش كما حصل من قبل مع الرجيش والعلا وبن قردان والملاسين وجرجيس وقابس وباجة والمهدية... وتستقطب اليوم مُنافسات الكأس اهتمام الناس رغم العبث بمواعيد المُباريات من خلال برمجتها وسط الأسبوع بدل أن تكون في آخره من أجل حضور جماهيري أكبر في هذه المسابقة التي مازالت - رغم الداء - قادرة على إنعاش الجهات المَنسية والمناطق التي لم تنل من الحكومات المُتعاقبة غير الوعود الوَهمية. * في الضاحية الشمالية، ستسرقُ مباراة «القناوية» و»السي .آس .آس» الأضواء وتَشدّ انتباه الأحباء خاصّة أن اللقاء سيجمع بين ناديين لهما باع وذراع في الكأس كما أن هذه المُواجهة سَتُوقظ في الناس الذكريات الغَابرة والحوارات الساخنة بين الفريقين. ولاشك في أن الصِّدام المُنتظر بين فريقي «الصّفصاف» وعاصمة الجنوب سَيُعيد إلى الأذهان المُواجهات النارية التي كان قد أثّثها الجبالي وبن شعبان والعقربي وذويب... وغيرهم كثير من الأقدام العالقة في ذاكرة «المَرساوية» و»الصفاقسية». ورغم التواجد «المُؤقت» للمرسى في الدرجة الثانية ومراهنة «السي .آس .آس» على لقب الرابطة الأولى فإنه من شبه المستحيل التكهّن بهوية الفائز بفعل لعبة المُفاجآت التي تُميّز الكأس فضلا عن «سَوابق» «القناوية» في مُنافسات «الأميرة» التي رَوّضها «جمل الصفصاف» في خمس مُناسبات. * في قابس، تُخطّط «الجليزة» للإطاحة بالترجي دفاعا عن حقها المشروع في المنافسة على لقب الكأس وأيضا في سبيل الحصول على جرعة أوكسيجين من شأنها أن تساعدها على ترميم المعنويات لتحقيق الأمان في رابطة «المُحترفين». هذا في الوقت الذي يقصد فيه بطل تونس وإفريقيا عاصمة الحناء للعودة بوثيقة الترشح وتجديد التأكيد على أن فريق الشعباني عازم على حصد الأخضر واليابس رغم تراكم المواعيد المحلية والدولية. * في العلا «القيروانية»، يريد نجم المكان أن يسطع ويُشعّ رغم الأوجاع في هذه المنطقة التي تكمن ثروتها الحقيقية في نَاسها وفريقها الذي عانق سماء الإبداع في النسخة الأخيرة لكأس تونس. طموحات العلا تصطدم بأحد «كبار القوم» وهو النجم العازم على الرجوع من عاصمة الأغالبة بفوز بطعم المقروض ليؤكد أنه عاد فِعلا إلى مداره الطبيعي منذ أن سَلّمت هيئة شرف الدين الأمانة للمدرب الخبير «روجي لومار». * في حي الحبيب، يحلم الأهلي الصفاقسي بمفاجأة نادي «باب الجديد» وهو حَامل اللّقب وصَاحب التاريخ الكبير في مسابقة الكأس العاشقة للنادي الإفريقي من أيّام «عتّوقة» والشايبي والجديدي... مَوازين القُوى بين الأهلي والإفريقي مُختلة وتُرجّح لغة العقل كفّة فريق اللّيلي الذي يُحبّ تلك الربوع لكن حُبّه للإقلاع مع ناي «باب الجديد» أكبر. * في بن عروس توجد الكثير من المواهب الكروية والأقطاب الصناعية غير أن الجمعية لم يُكتب لها بعد الصعود إلى دائرة الأضواء بفعل السياسات العشوائية والصراعات الداخلية. وتبدو الفرصة اليوم ملائمة لتنعم بن عروس بالفرح في سباق الكأس هذا طبعا ما لم يتلألأ نجم المناجم المُتمرّس بشكل جيّد على مُنافسات البطولة والكأس. * اللقاء الأخير في الدفعة الأولى من منافسات الكأس سيجمع بين زيتونة شماخ وهلال مساكن ويأمل المحليون أن تتواصل مسيرتهم الوردية في سباق «الأميرة» التونسية بما الزيتونة الرياضية بشماخ تجاوزت حصون سبيطلة وأطاحت بمنزل بوزلفة لتستقبل مساكن وفي البال تحقيق الإنتصار لتَعمّ الفرحة على كافّة «العكّارة». هذا في الوقت الذي يحلم فيه الهلال بتأكيد التقاليد التي إكتسبها في الكأس والظفر بإنجاز كبير تماما كما حصل في 2006 عندما بلغ الفريق المُربّع الذهبي بحضور زبير بية العائد مُؤخرا إلى أحضان مساكن وأجواء الميادين بعد أعوام من إعتزال اللّعب. البرنامج الدفعة الأولى من الدور السادس عشر لكأس تونس (س13 و30 دق) في حي الحبيب اصطناعي: الأهلي الصفاقسي – النادي الإفريقي (الحكم وليد البناني) في المرسى: مستقبل المرسى – النادي الصفاقسي (الحكم أسامة رزق الله) في قابس: مستقبل قابس – الترجي الرياضي (الحكم نضال لطيف) في العلا: النجم العلوي – النجم الساحلي (الحكم مختار دبوس) في الشماخ اصطناعي: الزيتونة الرياضية بشماخ – هلال مساكن (الحكم صادق الكومانجي) في بن عروس: سبورتينغ بن عروس – نجم المتلوي (الحكم وسيم بن صالح)