لم تتواصل الجلسة التفاوضية التي جمعت امس بين وزير التربية حاتم بن سالم والجامعة العامة للتعليم الثانوي اكثر من نصف ساعة قبل ان ينسحب الوفد النقابي من القاعة واصفا الجلسة بجلسة المناورات والدفع نحو الازمة الى منتهاها. تونس «الشروق»: وتعود أسباب فشل الجلسة التفاوضية الى عودة الوزارة بالمفاوضات الى المربع الاول من خلال محاولتها التفاوض حول جملة من النقاط المتفق في شانها خلال جلسات سابقة دون الخوض في جملة النقاط الخلافية المتمثّلة أساسا في المنحة الخصوصية وتحديد سن التقاعد وميزانية المؤسسات التربوية وهو ما رفضه الوفد النقابي الذي انسحب من الجلسة واصفا اياها بجلسة مناورة وخسارة للوقت. و اكد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي الاسعد اليعقوبي ان وزارة التربية ليست لها نية إيجاد حل لازمة التعليم وهي ليست مهيأة لتتعامل مع الوضع التربوي بما يستحق من مسؤولية ومن ضرورة البحث عن حلول جوهرية للازمة التربوية ،حيث انها تريد العودة بِالوفد التفاوضي الى المربع الاول من خلال انطلاق التفاوض على قاعدة اللائحة المهنية وكأنها الجلسة الاولى للمفاوضات معتبرا ذلك مناورة جديدة من وزير التربية لمغالطة الراي العام. وأعلن اليعقوبي عن مواصلة الاعتصام بوزارة التربية وتعليق كافة امتحانات الثلاثي الثاني الى حين التوصل الى اتفاق مع سلطة الاشراف يرتقي الى مستوى تطلعات المدرسين مؤكدا ان يوم6 فيفري المقبل سيكون موعدا تاريخيا للمدرسين للرد على وزارة التربية والحكومة التي لا تريد حلا لهذا المشكل وفق تعبيره. وقد اثار فشل الجلسة التفاوضية - التي اعتبرتها الجامعة العامة للتعليم الثانوي الفرصة الاخيرة لوزارة التربية لتعديل سياستها في التعامل مع مطالب المدرسين - غضب الاساتذة الذين غص بهم بهو الوزارة ورفعوا شعارات منددة بخطورة ما آل اليه الوضع التربوي في ظل تجاهل الوزارة لمشاغلهم ومضيها قدما في تهميش مطالبهم وتقديمها لمقترحات وصفوها بالهزيلة. ومن بين هذه الشعارات "عام عامين مناش مسلمين" و"التعسف مهما يزيد العزيمة من حديد". كما هدد المحتجون بالتصعيد من خلال رفع شعار "التصعيد التصعيد والعزيمة من حديد " محملين وزارة التربية والحكومة مسؤولية السنة البيضاء رافضين التراجع عن جملة مقررات الهيئة الادارية القطاعية وما قد يعقبها من تحركات اخرى اكثر حدة واكثر إحراجا للحكومة التي تدفع نحو مزيد تعميق الازمة وفق تعبيرهم.