انتخب أعضاء مجلس الأمة الجزائري، أمس الثلاثاء، السياسي البارز عبد القادر بن صالح، لولاية جديدة على رأس الغرفة العليا للبرلمان، ليكون بذلك رئيسا للوفد الجزائري بالقمة العربية التي تحتضنها تونس في دورتها الثلاثين. الشروق الطاهر إبراهيم- الجزائر وبتوجيهات من الرئاسة الجزائرية، تقدم عبد القادر بن صالح للسباق على كرسي الرئاسة وحيداً، فنال ثقة بالغالبية المطلقة لأعضاء المجلس الذي تسيطر عليه كتلتا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، ومعهما كتلة الثلث الرئاسي. وإلى غاية 2021، سوف يقود بن صالح المجلس التشريعي، ليكون بذلك الرجل الثاني في الترتيب الدستوري الجزائري. وقد تربع على عرش الغرفة العليا للبرلمان منذ 17عاماً. ويشغل عبد القادر بن صالح (77 عامًا) المنصب منذ 2002. ويعد وفق الدستور الجزائري ثاني أهم شخصية في الدولة. إذ يشغل منصب رئيس الجمهورية في حال شغور المنصب (الوفاة أو الاستقالة). واحتفظ بوتفليقة بشخصيات مقربة منه في عضوية المجلس بعد انتهاء فترتهم التشريعية، مثل الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، والثوري البارز صالح ڨوجيل والقيادية في حزب التجمع الوطني الديمقراطي نورية سعدية جعفر.وخالف بوتفليقة كل التوقعات باحتفاظه بعبد القادر بن صالح، رغم تداول اسمه على رأس قائمة السيناتورات المغادرين. ويُنتخب أعضاء مجلس الأمة الجدد، لولاية عُمرها 6 أعوام. ويجدد نصف أعضاء المجلس مرة كل ثلاثة أعوام، استنادًا إلى البند 107 من القانون العضوي، المتعلق بنظام الانتخابات في الجزائر، فيما يتولى رئيس البلاد تعيين 48 عضوًا يشكلون الثلث المتبقى (الرئاسي المعطّل). ويُشكل مجلس الأمة الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري. وشهد أول انتخابات في عهد الجنرال المستقيل من الرئاسة اليمين زروال. فيما رفض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 1999، دعوات بحل هذه المؤسسة بمبرر أنها "تثقل كاهل الخزينة العامة. وتمنح رواتب خيالية تتجاوز 3000 دولار شهريًّا للعضو، دون تقديمها أية إضافات للعمل التشريعي"، بحسب الزعيمة اليسارية المعارضة لويزة حنون. إصابة الرئيس بوتفليقة، في29 أفريل 2013، بنوبةٍ إقفارية مفاجئة، أضحى بن صالح ينوب عنه في كبرى المحافل الدولية، خاصةً قمم الرؤساء، مثل: الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية. ويشكل رئيس مجلس الأمة الرقم الثاني في هرم السلطة في الجزائر. حيث يملأ شغور منصب الرئيس في حالة وفاته، أو ثبوت عجزه عن ممارسة مهامه.