الجزائر (الشروق): ثارت حالة من الاستياء العارم في الجزائر، أمس الأحد، بعدما أعطى رئيس الحكومة، أحمد أويحيى، انطباعاً قوياً بأنّ سلطات بلاده لن تكون رحيمة مع أي حراك مضاد في الشارع المحلي، على مقربة من الانتخابات الرئاسية التي يرتقب أن يترشح لها رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، وسط اعتراض فعاليات جزائرية تدعو إلى التداول على السلطة. وفي تصريحات خاصة ب»الشروق»، قال الناشط النقابي، إيدير عاشور، إنّ رئيس الحكومة المعروف بمواقفه الراديكالية تجاه خصومه، ارتضى ركوب قطار «التخويف»، بدلاً من فتح حوار جدي حول لائحة المطالب الاجتماعية والمهنية المزمنة التي تتعاطى معها السلطات بأسلوب التجاهل تارة، وبكثير من «الحقن المهدّئة» في أحايين أخرى. من جهته، أوعز، مجيد مناصرة، الوزير السابق والقيادي في حركة مجتمع السلم المعارضة (إخوان)، إنّ خرجة رئيس الوزراء هي «منع التغيير بالتعسف في استعمال السلطة»، مضيفاً في تصريح ل»الشروق»: «الديمقراطية عندنا أريد لها ان تتحول إلى أسلوب في منع التداول وطريقة في الحكم الدائم من الصندوق إلى الصندوق، وبالتالي يكون الحكم النهائي على إصلاحات الرئيس بالفشل التام لأنها إصلاحات بدون تغيير بل هي إصلاحات في الاتجاه المعاكس. ويستهجن الناشط الاجتماعي، محمد عزوني، لحديث «أويحيى» عن «قمع محتمل»، بدل أن يقوم رئيس الوزراء وطاقمه ب»خلق ظروف نمو اقتصادي واجتماعي سريع و دائم»، وينتقد، عزوني في تصريح ل»الشروق»، استمرار افتقاد الحكومة لمبادئ استراتيجية حقيقية للتنمية، بالإضافة إلى عدم فعالية الدولة كي تكون المحرك لهذا النمو. وكان، «أويحيى» في مؤتمر صحفي عقده غربي العاصمة الجزائرية، توعدّ بالنيل من الحركات الاحتجاجية التي يرتقب أن تشهدها الجزائر في غضون الشهر الجاري، وبلهجة قوية، قال أويحيى: «الدولة قادرة على التحكم في الشارع، ومنع الفوضى»، في إحالة على استعداد قائد الجهاز التنفيذي على إحياء منهجه الشهير منذ جانفي 1995، والموسوم «سيف الحجّاج». وأتى كلام الرجل في رسالة واضحة إلى عدة أحزاب سياسية تنوي التصعيد ضدّ ما تسميها «مهزلة الفترة الرئاسية الخامسة»، ويتعلق الأمر بجبهة القوى الاشتراكية، وجبهة العدالة والتنمية، فضلاً عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية التي أعلنت مقاطعتها رئاسيات 18 أفريل القادم، بدعوى أنّها «محسومة سلفا». وبرز أنّ ما قاله، أويحيى، موجّه أيضاً إلى ست نقابات حرة منضوية تحت لواء «التكتل المستقل» الذي يعتزم شلّ مدارس البلاد في النصف الثاني من الشهر الجاري.