كشفت مصادر جزائرية، أن أجهزة الاستخبارات أبدت قلقها من خطابات رئيس الحكومة أحمد أويحيى الذي وصفته بالتخويفي، بعد ان بات يتحدث بشكل واسع عن الوضع الاجتماعي الصعب في ظل ازمة اقتصادية ومالية مزرية، واشارت وثيقة لمديرية الأمن الداخلي التي باتت تتولى مهمات مديرية الاستعلام والأمن، الى ان خطاب رئيس الحكومة خلال الحملة الانتخابية الجارية يخفي وراءه عديد التفسيرات. وابرزت وثيقة مديرية الأمن الداخلي في جهاز الاستخبارات التي يقودها الجنرال عبد القادر، وفق ما ذكر مصدر مطلع ل"الجريدة"، أن المصالح الأمنية المعنية وجهت تقريرا إلى رئاسة الجمهورية يطلب من مستشاري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تحليل خطب أويحيى منذ تعيينه رئيسا للحكومة، وأشارت إلى الطباع الاستفزازية للوزير الأول لأحمد أويحيى، و خطاباته الخطيرة على المجتمع، وقالت إن خطاب رئيس الوزراء يأتي في وقت تحضر الجزائر نفسها لانتخابات محلية يفترض أن تعيد التوازن الاجتماعي الكفيل بتهدئة النفوس المتوترة، استعدادا لانتخابات رئاسية مقررة في 2019. وتزامن التقرير مع نفي أويحيى وجود أي نية لإجراء تعديل حكومي، ما يمكن أن يؤشر إلى عدم تقبل جهة ما في السلطة ظهور الأخير كمرشح يملك حظوظا في الانتخابات الرئاسية المقبلة. واوضحت مصادر مأذونة أن رئاسة الجمهورية أمرت رئيس الحكومة بإعادة النظر في خطابه، وتلقى الوزراء الذين يمسكون حقائب سيادية، تعليمات، دون علم أويحيى، بتوجيه خطاب مطمئن وواعد للشعب، وهو ما يحصل مع هدوء تصريحات وزيري الداخلية والطاقة في الأيام الأخيرة. وتحمل الوثيقة الاستخباراتية فرضيات عدة، قد تكون إحداها أنه يعبر عن صوت جهة ما في السلطة تستهدف أويحيى شخصيا، في محاولة لمنعه من الترشح للرئاسية واستخلاف الرئيس الحالي بوتفليقة.