كشفت مصادر وثيقة ل«الشروق» عن صدور قرار عن وزارة الشؤون الثقافية يفرض على الفنانين والمبدعين عموما إيجار قاعات العروض في مدينة الثقافة بالعاصمة إذا كانوا يودون تقديم أعمالهم الفنية فيها. وأكدت ذات المصادر أن الوزارة حددت قيمة إيجار القاعات بين 300 و11 ألف دينار. تونس- الشروق عندما تم الاحتفال بالافتتاح الرسمي لمدينة الثقافة يوم 21 مارس من العام الماضي استبشر أهل الفن والثقافة بهذا المعلم الإبداعي الضخم والمتفرد على اعتبار أنه سيكون الحاضن الرئيسي لكل الأنشطة الثقافية. وعلى كل المثقفين أن يشمروا على ساعد الجد والاجتهاد بما أنه تم تجاوز إشكالية ندرة الفضاءات والقاعات القادرة على استيعاب هذه الانتاجات والابتكارات،قاعات أنيقة مجهزة بتقنيات متطورة على مستوى التصوير والصوت والديكور. وفي المقابل، بعد احتكار المدينة لأغلب العروض والأنشطة الثقافية، ذهب في ظن الكثيرين الى أن مدينة الثقافة استحوذت بشكل كبير على الأنشطة الثقافية. فكان أن هجر المثقفون والمبدعون المسرح البلدي وسط العاصمة الفضاء التقليدي لكل السهرات واللقاءات الفنية الإبداعية والتي يحتضنها بمقابل مالي في الوقت الذي توفر فيه مدينة الثقافة كل الإمكانات اللوجستية والتقنية دون مقابل مما شجع هؤلاء المبدعين على الاتجاه الى هذا الفضاء بشكل مكثف. توجه جديد في مدينة الثقافة تؤكد عديد المصادر المتطابقة تحدثت الى «الشروق» أن عملية صيانة مدينة الثقافة تتطلب حوالي خمسة مليارات سنويا. وهو مبلغ لا يمكن بحال من الأحوال إثقال كاهل وزارة الشؤون الثقافية به. لذا لابد من موارد ذاتية توفرها مدينة الثقافة حتى تحافظ على رونقها وإشعاعها منارة ثقافية. ولئن سيتم قريبا فتح فضاءات تجارية ومقاه لزوار المدينة، فإن القرار الهام يتمثل في التخلي نهائيا عن مجانية استغلال الفضاءات الكبرى لتقديم العروض الفنية والثقافية كمسرح الجهات وقاعة الاوبرا والمسرح الصغير. حيث استقر الرأي حسب مصدر جدير بالثقة على أن كراء دار الاوبرا لاحتضان عرض فني يكون بمقابل 11 الف دينار. في حين أن مسرح الجهات حدد مبلغ الكراء ب7 آلاف دينار أما المسرح الصغير فمبلغ الكراء حدد ب300 دينار-وبذلك والحديث لمصدرنا- يتم تخفيف الضغط المالي على الوزارة وتشريك الطاقات الثقافية والفنية في عملية صيانة وإثراء هذا المعلم والمحافظة عليه متألقا حاضنا لكل الابداعات دون إقصاء أو تهميش أو محاباة.