زار أمس رئيس الحكومة يوسف الشاهد مدينة الثقافة وسط العاصمة التي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيها 80 بالمائة وفق الأرقام الرسمية واطلع على مكونات المشروع. وكان في استقبال رئيس الحكومة الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية محمد صالح العرفاوي ووالي تونس عمر منصور عدد كبير من الفنانين ومن المثقفين ومن إطارات وزارة الثقافة. وأكد رئيس الحكومة بالمناسبة على أهمية هذا المشروع والمكسب الضخم المجهّز بأحدث التقنيات الفنية والذي يعدّ إضافة كبيرة للحياة الثقافية في تونس باعتباره صرحا ثقافيا سيمكّن المبدعين وأهل الفن ورجال الثقافة والإعلام من الخلق والتجديد والإبداع. ودعا رئيس الحكومة المبدعين والمثقفين للإضافة في هذا الفضاء المفخرة لهم ولكل التونسيين وحسن توظيفه في العمل والفعل الثقافي تكريسا لدوره المحوري في مكافحة مظاهر الإرهاب والتطرف فضلا عن دعمه لمجالات وآفاق التنمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية في تونس. وجدّد يوسف الشاهد حرص حكومة الوحدة الوطنية على دعم المثقفين والمبدعين ومساندتهم في كل مجالات الإنتاج والإبداع والتألق مؤكدا أن إنجاز مشروع مدينة الثقافة تقدّم بنسبة تتجاوز 80 بالمائة وأن القسط الأول من المشروع جاهز للاستغلال. وقد عبر العديد من الفنانين والمثقفين عن ابتهاجهم بهذا المشروع الثقافي الكبير الذي سيمكن من توفير ظروف أفضل لتنظيم التظاهرات الثقافية بالبلاد. ومن جهته أكد محمد زين العابدين أن هذا المولود الثقافي يعبر عن تونس وعن محبة التونسيين واستشرافهم نحو المستقبل. كما شدد الوزير على أن تكون مدينة الثقافة ذات صبغة غير إدارية مبرزا الدور التنموي الذي يمكن أن تضطلع به في دعم الفعل التفافي لتمكين الفنانين والمبدعين من موارد إضافية قادرة على تمويل مشاريعهم و تشجيع مبادراتهم. وأشار محمد زين العابدين في تصريحاته الإعلامية أمس أن مدينة الثقافة ستحتضن الدورة القادمة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بالاشتراك مع مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين وبالتعاون مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات). جدير بالذكر أنه يتوقع أن تكون مدينة الثقافة جاهزة بالكامل في مارس 2018 وسيتم الافتتاح الرسمي للمدينة يوم 20 مارس أي يوم احتفال تونس بعيد استقلالها. وكان المشروع الذي انطلق كفكرة منذ أكثر من عقد من الزمن عرف العديد من الصعوبات المالية بالخصوص قبل الثورة وتم إيقافه بعد الثورة لأنه اعتبر من المشاريع الدعائية للنظام السابق ولم تنطلق الأشغال مجددا إلا سنة 2016. وللإشارة فإن مدينة الثقافة تمتد على مساحة جملية تصل إلى 9.2 هكتار وبتكلفة تقدر ب125 مليون دينار وهي تتكون في جزئها الأول من قاعتي سينما بطاقة استيعاب تقدر ب350 و150 ومقعدا و7 فضاءات مخصصة للإنتاج الفني والإبداعي وقاعة مسرح تضم 700 مقعد ووحدة الخزينة الوطنية للمقتنيات الفنية ودار الفنانين ودار الأوبرا بطاقة استيعاب تقدر ب1800 مقعد والتي ينتظر استكمال أشغالها النهائية خلال شهر فيفري المقبل، إلى جانب فضاء المكتبة متعددة الوسائط وأروقة المعارض الفنية وعدد من الفضاءات المخصصة للعروض الثقافية والتجارية. وتقع مدينة الثقافة التي اشتعلت أنوارها أخيرا وسط شارع محمد الخامس في قلب العاصمة. وينتظر أن يكون لهذا المشروع الثقافي الكبير أثر إيجابي على الحياة الثقافية في تونس لأنه يقدم حلولا خاصة على مستوى البنية الأساسية الثقافية بالعاصمة. كما أن مدينة الثقافة تقدم صورة مشرقة عن تونس التي تهتم بالثقافة وتحرص على فتح نوافذ على ثقافات العالم كما أنها مفتوحة على التجريب وعلى الأفكار المستحدثة. والأهم من ذلك أن مدينة الثقافة ينتظر أن تكون قبلة الفنانين من تونس العاصمة ومن داخل الجمهورية ومن مختلف أنحاء العالم كذلك..