يبدو ان مطلب عودة سوريا الى جامعة الدول العربية أصبح أمرا ملحا من أغلب الدول الاعضاء المؤثرين في الجامعة على غرار مصر والجزائر وتونس والامارات الذين طالبوا رسميا بعودتها. موسكو (وكالات) كشف مصدر دبلوماسي لوكالة «نوفوستي» في بروكسل أن 8 دول عربية تدعم استعادة دمشق مقعدها في الجامعة العربية. وقال المصدر: «ما لا يقل عن 8 من الدول الأعضاء في الجامعة، وهي لبنان والجزائر والعراق وتونس، ومصر والسودان والإمارات والبحرين تقف موقفا إيجابيا من عودة سوريا إلى المنظمة». وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد قد أكد أيضا وجود اتصالات من قبل دول أوروبية بخصوص إعادة فتح سفاراتها في دمشق، مشيرا إلى لقاءات تجري في سوريا وخارجها بهذا الشأن. وأشار المقداد إلى أن دمشق أمينة على هذه المباحثات مع الأوروبيين «كي تكون ظروف تطبيع العلاقات مع الدول الأوروبية في أوضاع أكثر إيجابية وسهولة». ورحب بالجهود التي بذلت من بعض الدول العربية والتي تبذل الآن من أجل عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، مؤكدا ضرورة تصحيح الوضع في الجامعة «لأنه لا يمكن لأي عمل عربي مشترك أن ينجح إلا بوجود سوريا». كما اعتبر المقداد أن من يحاولون تجاهل سوريا، أو فرض الشروط عليها للعودة إلى الجامعة العربية لن ينجح، داعيا الأممالمتحدة لمقاطعة مؤتمر بروكسيل للمانحين. وورد عن المقداد في الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية السورية على «فيسبوك» أن ما يهم سوريا هو موقعها في المنطقة ومشاركتها في كل ما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة العربية، وأن سوريا لا يمكن أن تخضع للابتزاز في ما يتعلق بقضاياها الداخلية وقضاياها العادلة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد أكد أن عودة سوريا إلى هذه المنظمة تتطلب توافقا من قبل جميع أعضائها، وهذا أمر غير حاصل في الوقت الحالي بسبب وجود تحفظات لدى بعض بلدانها. وأضاف أبو الغيط: «لست في وضع يسمح بأن أتحدث عن من يتحفظ ومن لا يتحفظ ومن له رؤية ومن لا يفضل الكشف عنها، لكن في اللحظة التي سوف نستشعر أن هناك توافقا كاملا، عندئذ فقط يجب أن يصدر قرار من مجلس وزراء خارجية العرب ليدعونا إلى عودة وفد سوريا لشغل المقعد، وحتى هذه اللحظة لم نصل إلى ذلك بعد». وعلق مجلس الجامعة العربية، في نوفمبر عام 2011، عضوية سوريا نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، لا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن مقتل مدنيين. ومنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية سفاراتها في دمشق، أو خفّضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدّة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية. وأعادت الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق الشهر الماضي، فيما قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لدمشق، في ذات الشهر، التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى لزعيم عربي للبلاد منذ اندلاع الأزمة السورية.