كشفت تقارير اعلامية عربية، امس السبت، عن توافق كبير في موقف الدول العربية، من إعادة العلاقات بين الجامعة العربية وسوريا وأن الأمر يحتاج فقط لبعض الترتيبات كعودة جميع السفارات العربية الى دمشق. القاهرة (وكالات) ونقلت صحيفة «الأهرام العربي»، عن مصادر، قولها، إن «الكثير من الدول العربية، بما فيها دول خليجية، تتجه للتوافق على إعادة العلاقات بين الجامعة العربية وسوريا». وقالت المصادر، إن «مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين يوم 6 جانفي الجاري، سيسمح بإعادة فتح الدول العربية لسفاراتها في العاصمة السورية دمشق وإعادة فتح السفارات السورية في العواصم العربية بعد أن جمدت الجامعة العربية عضوية سوريا في نوفمبر عام 2011». وأوضحت المصادر، أن «هناك مجموعتين داخل الجامعة العربية، المجموعة الأولى تدعو لإعادة سوريا إلى مقعدها الشاغر منذ 7 سنوات خلال اجتماع المندوبين الدائمين يوم 6 جانفي الجاري، بما يمهد حضور الرئيس السوري بشار الأسد للقمة العربية الاقتصادية في لبنان هذا الشهر، ومن ثم القمة العربية الدورية في مارس المقبل». وأضافت أن «المجموعة الأخرى تريد أن يسمح اجتماع المندوبين الدائمين بإعادة عمل السفارات العربية والسفراء العرب لدمشق، وعودة السفراء السوريين إلى الدول العربية، وتأجيل قرار عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية إلى القمة المقبلة، وأن يكون هذا القرار بيد الزعماء العرب في مارس المقبل». وقالت المصادر، «إنه لم يستقر الجميع على موقف موحد حتى الآن، لكن المؤكد وفق جميع المصادر أن عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية مسألة وقت». وأعلنت الإمارات الأسبوع الماضي، فتح سفارتها في دمشق، فيما أعلنت مملكة البحرين، استمرار عمل سفارتها لدى الجمهورية العربية السورية، لافتة إلى أن السفارة السورية في العاصمة المنامة تقوم بعملها المعتاد، وذلك بعد سنوات من إغلاق عدد من سفارات الدول العربية بدمشق عند بدء الأزمة السورية، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، في تصريحات لقناة «الجزيرة» القطرية، يوم الاثنين الماضي، أنه «لا عودة لعمل سفارة بلاده في دمشق إلا بعد قرار من الجامعة العربية»، وذلك وفقا لصحيفة «الكويتية». من جهتها أشارت صحيفة «الأخبار» اللبنانية إلى إمكانية دعوة سوريا للمشاركة في القمة الاقتصادية في بيروت، منوهة بمساع لبنانية ومصرية لبحث سبل دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى هذه القمة. وذكرت الصحيفة أن دعوة سوريا لحضور القمة لم تحسم بعد، مشيرة إلى ضرورة الحصول على «مباركة سعودية» لدعوة دمشق. وفي ضوء الأنباء عن المساعي اللبنانية لدعوة دمشق، تتحدث بعض المصادر عن زيارة قام بها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى دمشق، وهو ما نفاه النائب اللبناني سليم عون واصفا هذه الأنباء ب»غير الدقيقة»، فيما كشفت مصادر عربية مطلعة ل»الشرق الأوسط» أن وزير خارجية لبنان جبران باسيل، فاتح دولا عربية عدة بإمكانية دعوة سوريا إلى المشاركة في أعمال القمة العربية الاقتصادية. وفي السياق ذاته اعتبرت صحيفة «افتونبلادت» السويدية أن الانعطاف الحاد في الحرب السورية جعل دولا عربية تتناسى فجأة أنها كانت من أكبر الداعمين للمعارضة السورية وتباشر في تطبيع العلاقات مع الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح سوريا في استعادة العلاقات مع جيرانها، والعودة إلى جامعة الدول العربية، سيجعل غضب الاتحاد الأوروبي ينقلب عاجلا أم آجلا إلى تودد للأسد.