انتظر أحبّاء الملعب الإفريقي بمنزل بورقيبة بشغف انتهاء اشغال معشب ملعب عزيز جاء بالله خلال شهر جانفي المنقضي أو في أقصى الحالات في بداية الموسم القادم لكنهم صدموا بالقرار التي اتّخذته اللجنة المكلّفة من طرف وزارة الشباب والرياضة بإيقاف الأشغال و إعادة التعشيب بداية من نقطة الصفر. فما الذي حصل ؟ البداية كانت سنة 2013 عند زيارة الوزير الأسبق طارق ذياب لملعب عزيز جاء بالله وإعطاءه الإذن بإعادة تعشيب الملعب الرّئيسي الذي انطلق استغلاله سنة 1984. ورصدت الأموال حينها وكانت في حدود 458 ألف دينار وتم فتح طلب عروض سنة 2015 وفازت شركة اولى بالصفقة وتمّ الاتفاق على إتمام الإجراءات القانونية خلال 90 يوما من طرف إدارة بلدية منزل بورقيبة بالتنسيق مع مهندس البلدية المكلف، لكن ذلك لم يحصل لأسباب مسترابة . إثر ذلك قام من سبق ذكرهم بإعادة فتح طلب عروض لتعشيب الملعب بعد إقصاء شركة الاولى بداعي أنها أخلّت بالتزاماتها. وفازت بالصفقة شركة ثانية بثمن جملي قدره 350 ألف دينار وتمّ الانطلاق في التعشيب. وبعد قرابة العشرة أشهر برز عشبا مشوّها علما أنّ بلديّة منزل بورقيبة قامت بالتعاقد مع شركة للدراسة و المتابعة استغنى عنها فنيو بلدية منزل بورقيبة ليقوموا بالمتابعة بأنفسهم، وعوض إيقاف النّزيف تمّ فسخ عقد شركة الثانية من طرف الإدارة الفنية ببلدية منزل بورقيبة بعد أن حصلت الشركة على 230 ألف دينار. وتعاقدوا مع شركة ثالثة للقيام بحلول ترقيعية لكنّها لم تنجح. وحسب ما استقيناه من مصادر فنيّة فإنّ قنوات تصريف المياه التي تمّ تركيزها سنة 1983 لم تعد قادرة على تصريف المياه و لم يقم المقاول بتفقّدها. كما أنّ التربة التي تمّ أخذ عينة منها للتحليل و التي كانت جيدة لم تكن هي نفسها التي استعملها المقاول الثاني لزرع العشب و قد تبيّن أنّها تربة طينية و لا يمكنها أن تنبت عشبا طبيعيا.