لم يمض على تسلم ملعب 15 اكتوبر سوى 20 يوما تقريبا في أجواء أراد البعض أن تكون احتفالية ليستفيق الغافلون على حقيقة مدوية تفيد بأن الاشغال التي تم القيام بها و التي استنزفت مئات الملايين من المال العام غير ناجحة و ان الحل الوحيد هو العودة الى النقطة صفر. كان هذا تقرير الخبير الفرنسي من أصل كاميروني الذي عينته الجامعة و قام بمعاينة عشب الملعب خبير تمكن من خلال عمليات بسيطة ان يكشف أن كل التقارير المحلية السابقة التي تم الاستناد إليها مغلوط!! تربة غير صالحة ما خلص له الخبير و هو ما قاله البعض من المختصين سابقا و نقلناه في اكثر من مرة على اعمدة «الشروق» أن نوعية التربة التي تم استعمالها لتغطية الارضية و زراعة العشب طينية وغير صالحة و بالرجوع الى هذه النقطة ذكرت بعض المصادر ان مكتب الدراسات سبق ان رفض التربة واكد على ضرورة جلب التربة من موقعين محددين أحدهما بجهة بوعرادة الا ان البعض كان له رأي آخر و يقال أن اطراف تدخلت في هذا الملف لفرض اختيار تربة من جهة أخرى قريبة من بنزرت وهو ما نسوقه باحتراز في انتظار ان تتسلح بلدية بنزرت بالشجاعة الكافية و تكشف للرأي العام من أين تم جلب التربة و كيف و لماذا أو ان تنفي هذا الأمر و بالادلة ؟ المقاول تسلم اكثر من ثلثي مستحقاته بالرجوع الى الملف المالي نكتشف ان قيمة الصفقة في حدود 377 الف دينار تسلم المقاول منها 257 الف دينار في عهد النيابة الخصوصية السابقة و بقي من مستحقاته 120 الف دينار رفضت البلدية اكمالها له قبل تسلم الملعب بصفة نهائية وهو ما جعل البعض يمارس ضغوطاته المتنوعة السياسية و الجماهيرية والإعلامية للدفع بالبلدية لقبول المشروع بصفة أولية . الورطة بعد تقرير الخبير الفرنسي أصبح الموضوع المطروح كيف ستتعامل الجهات المعنية مع الملف فهي من جهة مجبرة قانونيا على تمكين المقاول من بقية مستحقاته باعتبار أنها تسلمت المشروع ومن جهة أخرى أثبتت التقارير أن المشروع غير مطابق لكراس الشروط و هذا ما يعني ان هناك شبهة فساد خاصة وان بلدية بنزرت استعانت بمكتب خبير لإثبات سلامة الاشغال و تسلمها و هنا هل تنشر البلدية تقرير الخبير الذي استعانت به ؟ صراع بين المندوب و والي بنزرت ملف ملعب 15 اكتوبر يطرح على طاولة البحث الصراع المعلن الذي حدث طوال فترة المشروع بين ولاية بنزرت و النيابة الخصوصية السابقة من جهة التي سعت لتسريع الاشغال و ربما تقديم تسهيلات بلغت الى حد توفير تراخيص عبور شاحنات تابعة للاشغال الجسر المتحرك للتقليل من تكلفة النقل المدرجة أصلا في الصفقة و بين مندوبية الشباب و الرياضة التي اعترضت على عدة اشغال لكن البعض اتهمها بالعرقلة ليتضح انها كانت على حق . تقارير متشابهة لكن اللافت للانتباه و في ذات السياق ان لجنة متكونة من خبراء مهندسين مهدي القادري مهندس إختصاص عشب طبيعي تابع لوزارة الشباب و الرياضة و مهندسة ببلدية بنزرت كريمة و تقنية مختصة تابعة بمندوبية الشباب و الرياضة ببنزرت لبنى الناقوري سبق ان خلصوا الى ما خلص إليه الخبير الفرنسي و اكدوا منذ شهر جويلية الفارط ان الحل الوحيد هو اعادة الاشغال لكن هناك من أصر على مواصلة اشغال الترقيع و شكك في اشغال اللجنة ملف الملعب الفرعي ملف ملعب 15 اكتوبر لا يختلف عن ملف الملعب الفرعي الذي بقيت أشغاله معطلة لأكثر من أربع سنوات و الذي سبق للنيابة الخصوصية زمن رياض اللزام و معز الڨلعي ان قررت سحب المشروع من المقاول(ليس نفس مقاول الملعب الرئيسي ) ثم تدخلت اطراف و اعادت له المشروع ثم أمر والي بنزرت محمد ڨويدر بسحب المشروع منه ألا ان امره بقي حبرا على ورق امكانية الاعادة واردة المختص الفرنسي أكد ان أسلم حل هو نزع التربة و اعادة عملية التهوئة و وضع تربة جديدة و الزراعة من جديد و اكد ان هذه العملية لا تتجاوز ال75 يوما و تنتج ملعبا صالحا لمدة 40 عاما مع ضرورة القيام بأشغال الصيانة الدورية و اللازمة فهل تدفع سلطة الاشراف المركزية المقاول لهذا الاتجاه و تطالبه بإعادة الاشغال في ظرف زمني وجيز وفق الشروط المطلوبة أم ان الضغوطات ستتواصل للتغطية على ما حدث؟