بعد نقص البذور وتأخر الموسم الفلاحي يعاني الفلاح اليوم من فقدان الأمونيتر وظهور امراض كثيرة ضربت عديد المحاصيل وجعلته يطلق صيحة فزع للتدخل العاجل وانقاذ مايمكن انقاذه . تونس (الشروق) بعد ان كانت مطمور روما تحولت تونس الى مورّد للحبوب بامتياز خاصة القمح اللين وتدفع لجلبه المليارات وبالعملة الصعبة لاسيما بعد انهيار الدينار وليس المجال حاليا لتعداد العوامل والاسباب التي ادت ببلادنا الى ماهي عليه الآن ولكن حري بنا ان نتحدث عن ظهور امراض عديدة نغّصت فرحة الفلاح وتسببت في الاضرار بعديد المساحات مسجلة خسائر قدروها بصفة مبدئية ب20 بالمائة في الوقت الذي نزلت فيه الامطار بكميات هامة وفي الاوقات المطلوبة و الفلاح الذي يعاني من المديونية جراء سنوات الجفاف كان امله كبيرا في تعويض الخسارة . أرهقت الفلاحين هذه الامراض ارهقت الفلاح لاسيما في ظل وجود عوامل عديدة حدثنا عنها وسيم السلاوتي فلاح ومكثر بذور قائلا:" الامراض العديدة التي اصابت القمح والشعير والفرينة والدودة البيضاء لم يستطع الفلاح مكافحتها وحماية الصابة من اضرارها في غياب الارشاد الفلاحي الذي يفترض ان ينصح الفلاح ويوجهه نحو طرق مكافحتها باستثناء المجهود الذي يقوم به المعهد الوطني للزراعات الكبرى بتنظيم الزيارات الميدانية ولكنها غير كافية رغم انهم يقتطعون 580 مليما من الفلاح على كل قنطار من القمح لفائدته لتفوق مساهمتهم 5 مليارات . واضاف ان التداول الزراعي لم يتمكن من القضاء على الدودة البيضاء التي تقضي على النبتة نهائيا اضافة الى ارتفاع اسعار الادوية حيث بلغ 15 دينارا للكلغ الواحد والهكتار الواحد يحتاج بين 50 و70 كلغ . واشار الى ان وزارة الفلاحة لا تقوم بواجبها في هذا المجال والمتمثل في مداواة البذور الممتازة ضد الدودة البيضاء لانهامكلفة لكن ماهو الحل ؟ واكد ان الامراض ارهقت الفلاحين وضاعفت تكاليف الانتاج وهي تستوجب المداواة 3 مرات متتالية دون اعتبار المداواة لمكافحة الاعشاب الطفيلية مع اعتبار الارتفاع المهول لأسعارها في ظل تدهور الدينار. ودعا الى ضرورة مراجعة اسعار الحبوب مع الاخذ بعين الاعتبار ارتفاع الكلفة الى حدود 50 بالمائة . وقال:» املك 5 هكتارات اصابتها الدودة البيضاء و1 هك شعيرا وهناك من الفلاحين من يعيش فقط من المساحات التي زرعها فماذا سيفعل هذا العام ليسدد نفقات عيشه وعيش عائلته؟ البذور والأدوية عوامل عديدة تؤرق الفلاح وتحول دونه ودون تحقيق المردودية المطلوبة وخاصة منها التغيرات المناخية وببلادنا عديدة هي الهياكل المهتمة بهذا الملف غير انهم لا يدعمون القطاع الفلاحي بالكيفية المطلوبة على غرار توزيع الادوية على الفلاحين مجانا وفي هذا السياق قال وسيم السلاوتي ان الدولة في التسعينات كانت توزع ادوية الامراض الفطرية مجانا و يتم القيام بزيارات ميدانية لإرشاد الفلاح حول كيفية استعمالها اما الان الدولة تركت الادوية بيد الشركات الخاصة لتمتص دم الفلاح ومحمد رجايبية عضو مكتب تنفيذي مكلف بالزراعات الكبرى قال في حديثه ل"الشروق" إن الأمراض الفطرية هي نتاج -أولا- للبذور العادية التي يستعملها الفلاح في ظل محدودية استعمال البذور الممتازة التي لا تتجاوز 20 بالمائة والبذور العادية لا تكون عادة ذات جودة عالية. ولا تقاوم الأمراض بالكيفية المطلوبة. والأمراض الفطرية ناتجة أيضا عن الأدوية التي تروج في السوق الموازية. وهي مغشوشة، وليس لديها فاعلية ونجاعة في مستوى مكافحة هذه الأمراض. وأضاف محدثنا أنه -في المقابل- باستثناء المنصات الإعلامية التي قام بها المعهد الوطني للزراعات الكبرى فإن منظومة الإرشاد الفلاحي لا تولي الزراعات الكبرى الأهمية اللازمة من حيث توجيه الفلاح نحو الحزمة الفنية التي يجب أن يتبعها كركيزة أساسية لتحقيق مردودية أفضل. وأوضح أن المعهد الوطني للزراعات الكبرى بالتنسيق مع اتحاد الفلاحين يعمل على إيصال المعلومة الى الفلاح على المستوى الجهوي. أما على المستوى المحلي فمازالت المعلومة منقوصة. ونحتاج الى تطبيق قاعدة القرب أكثر من الفلاح . وبخصوص الأضرار التي خلفتها هذه الأمراض قال :" المناطق السقوية خاصة هي التي تضررت كثيرا. وخلفت خسائر كبيرة لدى الفلاح. وسجلنا عديد التشكّيات في هذا المجال تهم خاصة عدم نجاعة الأدوية وارتفاع كلفتها. اذ ارتفعت بين25 و40 بالمائة. والفلاح لم يعد قادرا على استعمالها بصفة دورية. وذكر أن هذه الإشكاليات تضاف اليها إشكاليات أخرى. وهي عدم توفر مادة «الامونيتر» بصفة كافية. وإن توفرت فهي متحجرة وغير صالحة للاستعمال. وهي مادة أساسية وعدم استعمالها يؤثر على المردودية بصفة ملحوظة . أخصائي في الأمراض الفطرية بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى ل«الشروق» كثرة الأمطار وعدم نجاعة الأدوية وراء تكاثر الأمراض قال شادي القاسمي مهندس فلاحي مختص في الأمراض الفطرية بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى ل"الشروق".. "لاحظنا ظهور الأمراض الفطرية بصفة مبكرة خلال هذا الموسم بسبب نزول كميات هامة من الأمطار مقارنة بالمواسم السابقة" موضحا أن الموسم الذي يشهد نزول أمطار كثيرة يشهد تكاثرا لهذه الأمراض. وعن أنواع هذه الأمراض افاد :"سجلنا ظهور الصدإ التاجي خاصة في زراعات «القصيبة» منذ بداية شهر ديسمبر. وضربت خاصة الزراعات "البدرية" بولايات زغوان وبن عروس ومنوبة. وانتشرت أواخر شهر جانفي في المناطق الزراعية للحبوب بصفة عامة. وسجلنا مرض الصدإ البني في مزارع الفول. حيث ظهر في أوائل شهر جانفي بولايات تونس الكبرى وبنزرت وتحديدا ماطر. وسجلنا أيضا ظهور مرض الصدإ الأصفر بداية من شهر جانفي بزراعات «التريتيكال» ثم حاليا بالقمح الصلب وخاصة الزراعات "البدرية" بمنطقة ماطر. وأضاف أن التبقع السبتوري أيضا ضرب محاصيلنا مع نهاية شهر ديسمبر بولاية باجة وحاليا بصدد الانتشار بالمناطق شبه الرطبة. وهي بنزرتوباجة وولايات تونس الكبرى. وأضاف أنه الى جانب الأنواع المذكورة تم تسجيل ظهور الدودة البيضاء التي تقضي على النبتة تماما. ومكافحتها تتطلب سنوات عديدة. وهي ناتجة عن سوء استغلال الأرض وطرق الزراعة كالحرث العميق. وللحد منها يجب انتهاج الطرق الصحيحة للزراعة الى جانب المكافحة الكيميائية. وأشار الى أن الأمراض عندما تتطور وتكتسب آليات مقاومة يصبح الدواء كالماء لامفعول له. وحول من يتحمل مسؤولية انتشار الأمراض قال :" المسؤولية يتحملها الإرشاد الفلاحي المطالب بالمتابعة اللصيقة للزراعات وتوجيه الفلاح ومساعدته على اختيار الأدوية وكيفية استعمالها. ويشترك فيها الفلاح لأنه مطالب بالتوجه نحو الهياكل المعنية في حال ملاحظة أي مرض وإبلاغها. ولمن يتعذر عليه التنقل يمكنه الاتصال عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة والرقم الأخضر المجاني". وحول حجم الأضرار المسجلة بسبب هذه الأمراض قال محدثنا:" هناك أمراض ورقية وأضرار تضرب جذور النبتة وساقها وتحديد حجم الضرر يتم عن طريق لجان مختصة. ويمكن تحديدها في شهر مارس المقبل".