أصبح تشييد سد وادي تاسة منذ مدة حديث الساعة لدى كل أهالي منطقة سيدي بورويس من ولاية سليانة باعتبار ما سيخلفه من « تداعيات سلبية « على كامل المنطقة . مكتب سليانة الشروق فالسد سيستحوذ على أكثر من ألفي هكتار ( 2020هك ) من أجود واخصب الاراضي الزراعية بالجهة ،جعل كل الأطياف والشرائح الاجتماعية بالجهة تتحرك لتنفيذ اضراب عام يوم غد الأربعاء (20 فيفري ). وحسب كل المتدخلين فإن هذا المشروع سيضر كامل المنطقة أكثر من نفعه. ومن هذا المنطلق التقت « الشروق» العديد من الاطراف المتدخلة في هذا الموضوع لتبيان مخلفات هذا المشروع اقتصاديا واجتماعيا على كامل المنطقة . تضارب في قرار الوزير......لمصلحة من ؟ السيد محمد علي اليعقوبي ( احد سكان الجهة ) ،يقول إنه في الوقت الذي يطالب فيه أهالي المنطقة بفك العزلة عن مدينة سيدي بورويس قصد الحد من الهجرة وذلك حسب احصائيات التعداد السكني ،حيث شهدت المنطقة تراجعا كبيرا يطرح اكثر من سؤال ، من 26 الف ساكن سنة 1988 الى قرابة 12 الف ساكن سنة 2014 ،وهذا مرده حسب السيد اليعقوبي الى سياسة التمييز اللا ايجابي الذي انتهجته الحكومات المتعاقبة على الدولة. ويضيف انه عوض البحث عن السبل الكفيلة لتطويق ازمة الهجرة وبالتالي البحث عن كيفية النهوض بالجهة ،أتتنا وزارة الفلاحة بقرار بمثابة الدمار الشامل لكامل المنطقة .فالمشروع « الكارثة « الذي تزعم الوزارة تشييده بالموقع عدد 4 ،سيقضي على اجود الاراضي الخصبة بالاضافة الى عملية الترحيل لاكثر من 300 عائلة من المتاخمين بمناطق العباسي وعين عاشور ومكتب الفلاحة بورويس والذي يتواجد به مركزالتكوين الفلاحي ،وما يبعث على الغضب ان وزير الفلاحة قال خلال الزيارة المنعقدة بتاريخ 27 ديسمبر من السنة الفارطة والتي جمعتنا رفقة والي الجهة وممثلين عن السلط والاتحادات المحلية والمجتمع المدني : « يقع تعليق هذا المشروع في الموقع عدد 4 والبحث في المواقع ال 5 الاخرى ،وذلك بعد اقتناعه بأنه «لا يمكن التمشي في مشروع مرفوض من قبل الاهالي ويعود بالتالي بالضرر على الجهة بأكملها ". اكثر من 300 عائلة.....مهددة بالترحيل اما الشاب وسام المهتلي ( ناشط بالمجتمع المدني ) فيضيف ان وزير الفلاحة بعد اقتناعها بأن مشروع السد لا يمكن احداثه بالموقع عدد 4 بسبب ما سيلحقه من اضرار كارثية على المنطقة خاصة بعد الرفض القطعي من الاهالي ،فاجأنا مؤخرا بتاريخ 11 جانفي الفارط بضرورة تنفيذ تشييد السد بنفس الموقع الذي يحتوي على الآلاف من السكان ،مضيفا أنه في الوقت الذي نطالب فيه السلط المحلية والجهوية بفك العزلة عن المنطقة من خلال تهيئة وصيانة الطريق الجهوية عدد 715 والرابط بين مدينة بورويس وبرج المسعودي والكاف وبوسالم ،تم اقرار بناء سد وادي تاسة بالموقع عدد 4 والذي من خلاله سيتم تشتيت عائلات بأكملها ،ليواصل أن أبناء كامل المنطقة لا يرفضون المشروع في حد ذاته. بل يرفضون مكان السد الذي لا يتماشى مع ما تطمح اليه الجهة من فك عزلتها وجعلها تساير بقية المناطق المجاورة الأخرى . ومن خلال التضارب في تصريحات وزير الفلاحة فإن كامل الاطياف بالجهة يعلنون الدخول في اضراب عام بكامل المنطقة البلدية يوم الاربعاء القادم . الإضراب قائم .....والتحركات متواصلة اما السيد سليمان المليتي ( رئيس الاتحاد المحلي للشغل )فقد أكد أنه وان لم تتجاوب الوزارة مع مطلب الجهة الرامي الى التراجع عن موقع السد رقم 4 فإن التصعيد قائم من خلال اعتصام مفتوح أمام مقر الولاية بالجهة. كما يضيف انه تفاجأ شأنه شأن بقية المتساكنين بالتراجع الفجئي لوزير الفلاحة الذي أثار حفيظة كل المتساكنين بالجهة ،خاصة ان مضاره على المنطقة أكثر من فوائده اذا اعتبرنا أن المنطقة تعتبر فلاحية بالدرجة الاولى وبالتالي الممول والمزود الأول للخضروات ،ومتسائلا أيهما الاولى بالنسبة للوزارة ،بناء سد مضاره أكثر من منافعه ؟ ولماذا خالف وزير الفلاحة وعده بعدم المساس بتلك الاراضي التي تعتبر المصدر الوحيد للاسترزاق بالنسبة للمتساكنين بتلك الربوع ومشيرا الى انه تم إعلام والي الجهة بهذا التداخل في القرار والذي تعاطف معهم خاصة انه سيدمر المنطقة برمتها. لذلك تم اقرار الاضراب العام ،ناهيك ان هناك امكانية لتغيير موقع السد الى منطقة التريشة التي تربط بورويس بالسرس . تغيير الموقع....لتفادي الاضرار اما السيد محمد الصالح اليوسفي ( نائب رئيس اتحاد الفلاحين ونائب رئيس بلدية المكان ) فتساءل كيف لوزارة الفلاحة التفويت في أراض خصبة تدر الذهب كل موسم فلاحي لبناء سد يمكن تغيير وجهته الى موقع آخر بأقل الاضرار على الجهة والمتساكنين ،لذلك فالتداخل في هذا القرار من قبل وزير الفلاحة يمكن التراجع عنه من خلال اقرار موقع آخر من جملة ال 6 مواقع ويكون بأقل الاضرار .ومع ذلك يضيف انه مع فكرة مشروع السد وضد فكرة الموقع الحالي لبنائه خاصة انه سيساهم في تهجير ربع سكان معتمدية سيدي بورويس ومدى انعكاساتها السلبية على الجهة ككل ؟