قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أمس الأربعاء، إن بلاده سترد على أي نشر للأسلحة النووية متوسطة المدى في أوروبا، ليس فقط باستهداف الدول التي تُنشر فيها هذه الصواريخ، بل وباستهداف الولاياتالمتحدة نفسها. موسكو (وكالات) ولفت الرئيس الروسي إلى أن مثل هذه الصواريخ تشكل خطرا داهما حيث يمكن أن تصل إلى موسكو في غضون 10 – 12 دقيقة، وفي هذه الحالة ستنفذ روسيا على الفور إجراءات جوابية ومطابقة تماما. وأكد أن روسيا ستنتج وتنشر أنواعا من الأسلحة التي يمكن أن تستخدم ضد المناطق التي ينطلق منها التهديد، بل وحيث ستتواجد مراكز اتخاذ قرارات توجيه مثل هذه التهديدات الصاروخية لبلاده. وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده لن تبادر إلى نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا، وهي غير معنية بتفاقم الوضع، وأن الولاياتالمتحدة حتى الوقت الراهن نشرت في رومانيا منصات منظومة «إيجيس آشور» المضادة للصواريخ، التي يمكن أن تزود بصواريخ ضاربة، ولا يحتاج العسكريون إلا لإدخال تعديلات في برامج الكمبيوتر المستخدمة، وهذا الأمر لا يستغرق أكثر من بضع ساعات. كما نبه بوتين أيضا إلى أن واشنطن انتهكت المعاهدة الخاصة بالصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بإنتاج واستخدام الأجسام الطائرة غير المأهولة التي «لا تختلف من حيث الجوهر عن الصواريخ». ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسية عن قلق بلاده من عقيدة الجيش الأمريكي التي تتضمن صنع قذائف نووية صغيرة، واستخدامها فى صواريخ متوسطة المدي، مشيرا إلى أن روسيا بذلت قصارى جهدها من أجل الحفاظ على معاهدة الصواريخ متوسطة المدى نظرا لأهميتها فى الحفاظ على الأمن الاستراتيجي في أوروبا وعالميا. وفى إشارة أخرى على اشتعال أجواء الحرب، عززت روسيا قواتها العسكرية فى مقاطعة كالينينجراد المتاخمة لألمانيا غربى البلاد بفوج من المقاتلات، ردا على زيادة الناتو حشوده فى منطقة البلطيق. وفى إطار ردود الفعل الدولية، أعلن حلف شمال الأطلنطى « الناتو» فى بيان أن حلفاء الولاياتالمتحدة يدعمون بالكامل القرار الأمريكي بالانسحاب مؤكدا أن المنظومة الصاروخية الروسية تنتهك المعاهدة. وأعرب قادة أوروبيون عن مخاوفهم من تداعيات إلغاء معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى ، وحذروا موسكو من ضرورة معالجة تلك المخاوف قبل أن تنسحب واشنطن فعليا فى أغسطس القادم. وكتبت صحيفة «زيكسيشه تسايتونج» الألمانية فى مقالها الافتتاحي أن قرار الولاياتالمتحدة بالانسحاب من المعاهدة مع روسيا «يوم أسود» للسيطرة على الأسلحة ونزع السلاح. وفى المقابل، أعلنت الصين معارضتها انسحاب الولاياتالمتحدة أحادى الجانب، ودعت موسكووواشنطن لتسوية الخلافات فى هذا المجال عبر الحوار. وفى مزيد من التصعيد، اقترح وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو على الرئيس بوتين استخدام منصات برية لإطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة التى تطلق من السفن والغواصات ردا على ما وصفه شويجو بإنتاج الولاياتالمتحدة لصواريخ محظورة بموجب المعاهدة. وأيد بوتين الفكرة كما وافق على بدء العمل على إنتاج صواريخ أسرع من الصوت قصيرة ومتوسطة المدى يتم نصبها على اليابسة.