لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع تلك النهاية لتنظيم «داعش» الإرهابي الذي سيطر يوما ما على مساحات من العراقوسوريا قدرت بأكثر من مائة وخمسين ألف كيلو متر مربع حتى أصبح اليوم لا يسيطر سوى على جيب صغير لا تتعدى مساحته بضعة كيلومترات مربعة في منطقة الباغوز في ريف دير الزور السورية. و باتت محافظة دير الزور تكتب نهاية أوهام «داعش» الذي بات محاصرا في بلدة الباغوز بعد أن خسر كل المواقع المجاورة لها التي شكلت آخر معاقله مع بدايات عام 2019 متمثلة في قرى السوسة، والشعفة، والبو حسن، والبو خاطر وقرى أخرى صغيرة. وخلال الأشهر الأخيرة من عام 2018 واصل داعش خسارة المزيد من الأراضي التي احتلتها على يد قوات الجيش السوري تارة وعلى يد قوات سوريا الديمقراطية تارة أخرى . ولعل الخسارة الأكبر كانت منطقة هجين التي كانت أحد أكبر معاقل التنظيم في ريف دير الزور. ورغم تقلص نفوذ «داعش» بشكل كبير في عام 2018 إلا أن عام 2017 يبقى عام الخسائر الأبرز للتنظيم الإرهابي ، ففي نوفمبر 2017 أعلنت قوات الجيش السوري طرد مسلحي داعش من محافظة دير الزور بعد 3 سنوات من سقوطها في قبضة التنظيم الإرهابي في جويلية 2014. قبل ذلك بشهر واحد وفي أكتوبر 2017 تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من استعادة محافظة الرقة بدعم من القوات الأمريكية الموجودة في شمال سوريا، ليخسر التنظيم واحدة من أهم الأراضي التي احتلها في جانفي عام 2014. والآن وبعد حوالي خمس سنوات على ظهور تنظيم «داعش» تتجه أنظار العالم إلى بقعة صغيرة في ريف دير الزور في سوريا شرق نهر الفرات، وهي بلدة الباغوز. لعل هذه البلدة الصغيرة تشهد نهاية واحد من أكثر التنظيمات الإرهابية وحشية وعنفا في العصر الحديث .