تزايدت أطماع الاحتلال الصهيوني بشكل كبير في تمرير مخططاته بالمسجد الأقصى المبارك, حيث يسعى الاحتلال الصهيوني للسيطرة على مبنى ومصلى باب الرحمة الواقع داخل باحات المسجد الأقصى المبارك, حيث قام الاحتلال بإغلاق المبنى عام 2003 بذرائع واهية ولصالح مخططات خبيثة أفصحت عنها جماعات الهيكل المزعوم التي دعت إلى إقامة كنيس يهودي داخل الأقصى، وتحديدا في منطقة باب الرحمة، تحت اسم كنيس باب الرحمة, تمهيدا لإقامة هيكل ثالث مكان مسجد قبة الصخرة المشرفة, وهو ما دفع المصلين للمطالبة بفتح مبنى ومصلى باب الرحمة أمام المصلين والأوقاف الإسلامية، لتفويت مخطط استيلاء الاحتلال على منطقة باب الرحمة, وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الاحتلال وقطعان المستوطنين, وأسفر عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين, واعتقال أكثر من عشرين فلسطينيا مقدسيا لم يعرف مصيرهم بعد. لا زلنا نحذر ان «إسرائيل» تسابق الزمن لفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين, وذلك بالشروع في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه, فكل الأجواء المناسبة مهيأة تماما أمام الاحتلال لتمرير هذا المخطط, إلا عائق واحد يقف في وجوههم وهم المقدسيون المرابطون في القدس وداخل الأقصى وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 الذين يدافعون عن الأقصى بدمائهم وتضحياتهم, ويدفعون أثماناً باهظة في سبيل ذلك, لهذا اشتدت وسائل القمع الصهيونية بحق المقدسيين, سواء بالإبعاد القسري عن القدس, أو الاعتقال والترهيب, أو السيطرة على منازل الفلسطينيين المقدسيين عنوة تحت تهديد السلاح, والقمع الشديد, وتزييف أوراق الملكية, أو اللجوء للمحاكم الصهيونية التي تنحاز تماما للمستوطنين وتمكنهم من طرد الفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء عليها, ولم يكن هذا ليحدث لولا أن السلطة التي وافقت على تقسيم القدس لشرقية وغربية وفرطت في ثابت من الثوابت التي تعتبر من المحرمات, وهذا شجع الاحتلال على المضي بمخططه التوسعي في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس. ثانيا انشغال الفلسطينيين بالمشكلات الداخلية الناتجة عن الانقسام الفلسطيني, والتي أدت إلى استنزاف جزء كبير من جهدنا وطاقتنا في صراعات هامشية ليس من ورائها طائل, واستطاع الاحتلال استغلال الحالة جيدا.