تونس (الشروق) شكّل تواتر عمليات النشل في مفترق «بن دحّة» الشهير أهم إفرازات قتل الحياة في المدخل الغربي للعاصمة نتيجة لفيف من الأشغال الكبرى المتواصلة منذ أكثر من خمسة أعوام ولا يبدو أنها ستنتهي يوما... بل إن تواتر انفلاق العجلات واصطدام السيارات بالحواجز الترابية في خضمّ تغيير مجرى حركة المرور بين ساعة وأخرى دون سابق إشعار أصبح بمثابة «الجزية» التي يدفعها مستعملو الطريق في تلك البقعة من العاصمة التي تبدو اليوم أشبه بسجن كبير يختنق داخله نحو نصف مليون ساكن وتكاد تنفلق كليا لولا جهود شرطة المرور. ورغم فتح المحوّل الرئيسي الجديد في نقطة التقاطع بين الطريق السريعة الغربية ومنطقة الزهور منذ سبتمبر الأخير فإن حالة الحصار قد تفاقمت بفعل النّسق السلحفاتي لتحويل قنال «الصوناد» على مستوى مفترق «بن دحّة» والجرف الذي فتح بين هذا المفترق وموقع المحطة النهائية للقطار السريع قبالة محكمة تونس 2 وهي عوامل قاتلة للحياة التجارية انضافت الى البؤس الناجم عن توقّف شبكة التنوير العمومي على الطريق السريعة الغربية منذ نحو عامين. والأخطر من ذلك أن مستعملي المدخل الغربي وسكان الضاحية الغربية على وشك فقدان الأمل في أن الأشغال ستنتهي يوما ما فيما لا يلوح في الأفق ما يؤكد تطمينات الحكومة بأن القطار السريع سيدخل طور الخدمة هذه الصائفة. أكد مراد الحمروني المدير الجهوي للتجهيز بتونس أن تباطؤ الأشغال نتج عن إنجاز عدة مشاريع عملاقة في نفس الوقت مشيرا في المقابل الى أن المدخل الغربي للعاصمة يحظى بمتابعة يومية من قبل وزارة التجهيز والسلط الجهوية وهو ما مكّن خلال الأشهر الأخيرة من فتح محوّلي الزهور وسوق الخردة للجولان فيما أرجأ انطلاق أشغال محوّل «بن دحّة» الى الصائفة القادمة بفعل منح الأولوية لاستكمال مدّ السكّة الحديدية للقطار السريع باتجاه المحطة النهائية. ولاحظ في السياق ذاته أن خصوصية المشاريع العملاقة الجارية في المدخل الغربي حتّمت عدة أشغال ثقيلة منها تحويل مجرى قنال الصوناد على مسافة كلم مؤكدا في المقابل أن كلا من المحولات الكبرى والقطار السريع سيغيّران قريبا وجه المدخل الغربي بصفة جذرية. وأكد من جهة أخرى أن الأشغال جارية على قدم وساق لاستكمال إعادة تهيئة الطرقات الفرعية بعد فتح محول سوق الخردة على الطريق الحزامية «X» للجولان.