بلغ عدد المراكب، التي أتلفت وتحطمت بجزيرة قرقنة، جراء الرياح العاتية التي اجتاحت المنطقة الشمالية نهاية الأسبوع الماضي 36 مركبا. كما تضررت وسائل الصيد التقليدي في ظاهرة باتت متكررة. وتستوجب تصنيف قرقنة ضمن المناطق «المعرضة للكوارث». مكتب صفاقس (الشروق) وقد تحول أمس فريق عمل مشترك، من الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس وقسم الصيد البحري بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، إلى الجزيرة لتحديد الأضرار، التي لحقت بالمراكب. وشملت بصفة مبدئية 28 مركبا، تم التعرف على أصحابها و5 مراكب لم يتصل بعد أصحابها بالهياكل الفلاحية و3 مراكب بمنطقة «الجوابر» حسب ما أكده رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس عبد الرزاق كريشان. وينتظر أن ترفع اللجنة تقريرا مفصلا للسلط المعنية للنظر في تعويضات للبحارة وأصحاب الأراضي الفلاحية، بعد تضرر سفنهم وتجهيزاتهم ومحاصيلهم الزراعية وخاصة السقوية منها في جزيرة باتت من أكثر المناطق التونسية تضررا من التقلبات المناخية. حصر الأضرار ومن ناحيته، تحول أمس معتمد قرقنة شهاب بن علي إلى «صقالة العطايا» و»مرسى السعدي» رفقة محمد علي عروس كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل بقرقنة لمعاينة الأضرار التي لحقت بالبحارة، الذين طالبوا المعتمد بضرورة إتمام إنجاز المرفإ – الصقالة - لتفادي الأضرار مستقبلا. كما أكدوا على ضرورة استكمال مكونات مشروع حماية الشريط الساحلي بالعطايا. كما عاين رئيس البلدية منصف الفقير الأضرار الناجمة عن هذه الرياح. والتقى المتضررين. واستمع الى مقترحاتهم التي ضمنها في مراسلة رسمية وعاجلة وجهها إلى وزير الفلاحة عن طريق والي صفاقس. وشخص فيها الوضع مطالبا بالإسراع في التعويض للبحارة وتهيئة المواني وتركيزها مناديا بعقد اجتماع مع المدير العام لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي للنظر في إشكاليات تأثيرات مشروع حماية الشريط الساحلي بقرقنة على المناطق المحاذية له واستكمال مكوناته . منطقة ذات أولوية وفي انتظار ذلك، دعا منير خشارم كاتب عام الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بقرقنة «كل من له القدرة في التدخل الى أن لا يدخر جهدا في الدفع إلى الإمام للتضامن مع أهالي منطقة العطايا و»الجوابر» حتى يتسنى لهم العودة إلى سالف نشاطهم في أسرع وقت ممكن»، واصفا الحالة بالكارثية غير المسبوقة. الرياح العاتية والاستثنائية التي اجتاحت جزيرة قرقنة في نهاية الأسبوع الماضي تسببت كذلك في تعطيل سفرات «اللود» أو البطاح الرابط بين صفاقسوقرقنة. وأعادت الى الأذهان الكارثة البيئية التي حصلت منذ أقل من 10 أيام بمنطقة الشرقي من الجزيرة بعد أن هاجمت مياه البحر والأمطار المنازل وغمرت المساكن وعزلت المتساكنين. تكرار هذه التقلبات المناخية وتواترها بات يستوجب تهيئة المواني وضبط استراتيجية وقائية لحماية البحارة الذين باتوا يتكبدون خسائر فادحة. بل حماية الجزيرة ككل وتصنيفها ضمن المناطق «المعرضة للكوارث» zone a risque لتكون من أولويات الوزارات المعنية في تدخلاتها المبرمجة وطنيا حسب ما أكده ل»الشروق» المدير الجهوي لوكالة حماية الشريط الساحلي الدكتور مرسي الفقي.