تونس الشروق قال المسرحي محمود النهدي صاحب مسرح مستودع مسرح بابا سنيشو المتجول بجندوبة انه بصدد الإعداد لعمل مسرحي جديد موجه للأطفال عنوانه «العقل روح الحرية « مقتبس من كتاب كليلة و دمنة اخراج حسين العمامري تمثيل علي الحظيري و سفيان الحيدري و العروسي الحناشي و رشيد العسكري و محمود النهدي . واضاف النهدي ان تنفيذ المشروع سينطلق في القريب العاجل مؤكدا في ذات السياق ان ملف الدعم قد أرسل الى وزارة الشؤون الثقافية في انتظار موافقتها عليه مشيرا الى انه اذا ماتم رفض دعم المشروع فإن المجموعة مصرة على تنفيذه في كل الحالات رغم قلة الإمكانيات خاصة و ان المسرحية موجهة للأطفال و تجمع بين هواة و محترفين لذلك يسعى اصحابها الى انتاجها. وحددت منحة الدعم المطلوبة لهذا العمل المسرحي ب 30 الف دينار حسب صاحبه الذي كشف في ذات الصدد ان المسرحية ستكون جاهزة أواخر 2019 . وتروي مسرحية «العقل روح الحياة « العلاقة بين الطفل والوطن و حبه واهتمامه به و تمزج بين العرائسية و الأدميين من ممثلين محترفين و هواة ، و شدد محمود النهدي على اهمية هذه الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال خاصة في الجهات الداخلية التي تفتقر للفضاءات على حد تعبيره ملفتا النظر الى ان المركب الثقافي بجهة جندوبة مغلقة منذ سنتين و لا يوجد سوى دار ثقافة يتيمة في منطقة فيها ما يقارب ال 600 الف ساكن على حد تعبيره مشيرا الى ان انعدام الفضاءات الثقافية في هذه الجهات يؤدي بالضرورة الى استغلال هذا الوضع من طرف الارهابيين لاستقطاب الشباب ... و نبه النهدي ايضا في هذا الخصوص الى خطورة غلق الفضاءات الثقافية ان وجدت ايام الأحد في الوقت الذي يحتاج فيه الشاب او الطفل الى دور الثقافة حسب تصريحه . ولم يخف محمود النهدي المشاكل المادية التي يعاني منها مستودع مسرح بابا سنيشو المتجول خاصة و انه شركة خاضعة للأداءات الجبائية الى جانب معاليم الكراء و الفواتير و المصاريف على حد تعبيره مؤكدا ان الأعمال الموجهة للأطفال ليس وراءها مداخيل تغطي مصاريفها مضيفا في ذات السياق الى انهم يعرضون احيانا دون مقابل حتى لا يحرموا الأطفال من هذه الأعمال الفنية والثقافية الموجهة لهم . محمود النهدي تحدث ايضا عن فترة السبعينات عندما كان يعرض في كامل ولايات الجمهورية و في اريافها محملا بحيواناته من خلال مستودع مسرح بابا سنيشو المتجول اين يزرع الإبتسامة و الفرح و الثقافة و الفنون لدى اطفال الجهات غير القادرين على التنقل الى المدينة او العاصمة لمشاهدة تلك العروض .... مشروع ثقافي على غاية من الأهمية اندثر بسبب العجز المالي و قلة الدعم على وزارة الثقافة إحياؤه من جديد خاصة في ظل ما تعانيه هذه الجهات من تهميش و تصحر ثقافي و بنية تحتية مهترئة!