حذّر وزير التربية حاتم بن سالم من ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة سنويا ،مشيرا إلى انهم اصبحوا يمثلون خطرا على المجتمع التونسي ،داعيا الى ضرورة اعتماد سياسة وطنية لمكافحة هذه الظاهرة . تونس -الشروق أكّد وزير التربية حاتم بن سالم أن عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة في السنة الحالية بلغ 101 ألف تلميذ ،مشيرا الى ان عدد المنقطعين في الخمس سنوات الماضية بلغ 526 الف تلميذ ،مشدّدا على ان عدد الذكور المنقطعين يبلغ ضعف عدد الاناث ،مؤكدا ان» 280 تلميذا ينقطعون يوميا عن الدراسة و280 عائلة تونسية تُبلى بمنقطع « ،على حد تعبيره . العنف والمخدرات الوزير أضاف خلال جلسة استماع في لجنة المرأة والطفولة والمسنين في البرلمان امس ، ان ما نعيشه من عنف ومخدرات في محيط المدارس ،يعود بالأساس الى التلاميذ المنقطعين عن الدراسة باعتبار انهم يعودون الى محيط المؤسسات التربوية التي كانوا يدرسون فيها . حاتم بن سالم شكّك الوزير في ما يتم إعلانه من ارقام رسمية تؤكد بان 60 بالمائة من المنقطعين عن الدراسة يدخلون الى مؤسسات التكوين المهني وأشار الوزير الى ضرورة تركيز سياسة وطنية لمكافحة هذه الظاهرة معتبرا ان هذا الملف لا يتطلب سياسة وزارة التربية فقط . أما عن الية مكافحة هذه الظاهرة قال وزير التربية حاتم بن سالم أن الوزارة قامت بإنجاز دروس تدارك للتلاميذ في صباح كل يوم سبت ،إضافة الى فتح مكاتب انصات واستماع للتلاميذ بتعاون مع «اليونسيف» وتعاون إيطالي وبريطاني ،مشيرا الى ان هذه المكاتب سيتم تكثيفها في المؤسسات التربوية . أول مدرسة كما تحدث الوزير عن «مدرسة الفرصة الثانية « معتبرا انها تفتح افاقا للمنقطعين عن الدراسة ، وأضاف انه في اوج الانطلاق و الاستعداد لهذه التجربة ، صدمت الوزارة بكوارث مثل المقاطعة وهو ما جعلها تتاخر في إنجازها . كما أكّد ان اول مدرسة في هذا السياق كانت ستفتح في سبتمبر القادم . أما عن خصوصيات هذه المدرسة فقال الوزير انها «مدرسة مثالية قادرة على الاستقطاب « مؤكدا انها تتوفر على إمكانيات هامة لجلب التلاميذ بطريقة سهلة ،مشيرا الى ان طلب العروض لانجاز هذه المدرسة ( مدرسة اعدادية في باب الخضراء ) سيكون في مارس القادم وفي شهر ماي 2019 سيتم الانطلاق في ترميمها . حاتم بن سالم شدد على ان هذه المدرسة لن تحل كل المشاكل بل ستعطي بصيص امل بالنسبة للمنقطعين عن الدراسة . أما عن المدارس التحضيرية فشدد الوزير على ان 88 بالمائة من التلاميذ الذين دخلوا للسنة الأولى في الموسم الدراسي الحالي جاؤوا عبر المدارس التحضيرية ،مؤكدا ان نسبة 12 بالمائة المتبقية من الصعب جدا تداركها باعتبار ان هؤلاء الأطفال موجودون في مناطق ريفية والدولة لا تستطيع فتح قسم تحضيري لاربعة او ثلاثة تلاميذ فقط . الوزير شدّد على ضرورة اعتماد منهج رسمي وحيد للاقسام التحضيرية ويتم تعميمه على كل المتدخلين في هذه الأقسام ،مؤكدا ان الوزارة تقوم بترميم وتهيئة 300 قسم تحضيري الان . أطفال التوحد أما في ملف الأطفال الذين يعانون «التوحّد « قال الوزير أن خيار الوزارة يتمثل في دمجهم ،عكس بعض التجارب المقارنة التي تدفع في سياق عزلهم ، كما اكد ان أطفال التوحد يعانون اضطرابات فقط وهم ليسوا مرضى ، مشيرا الى ضرورة توفير معاملة خاصة لهم وتوفير اطار خاص واخصائيين يقومون بتاطيرهم . حاتم بن سالم أشار الى ان عدد الاخصائيين ارتفع من 24 الى 63 اخصائيا ، إضافة الى ان الوزارة تطلب من الحكومة إضافة 76 مختصا إضافيا ، مشيرا الى ان غلق باب الانتداب دفع الى الاجتهاد في البحث عن المختصين . كما طالب الوزير بتوفير قاعدة بيانات لمعرفة عدد الأطفال المصابين بمرض التوحد لان الوزارة الى حد الان لا تعرف عددهم .