من جديد كان النجم عشية أمس في نيجيريا في مستوى الآمال التي علقت عليه حيث تمكن من العودة بثلاث نقاط غالية جدا مكنته من التمركز في صدارة المجموعة الثانية وبالتالي قطع خطوة هامة في اتجاه التأهّل لدور الثمانية في مسابقة كأس ال«كاف». ورغم الظرف القاسية التي حفت برحلة الفريق بعد سفرة مرهقة كذب زملاء فراس بلعربي كل التكهنات القائلة بأن مهمتهم ستكون صعبة بل أصعب من مهمة النادي الصفاقسي وتأكد أن الكرة لعب رجولي وليست أحكاما مسبقة. انتصار تكتيكي إذا كان انتصار النجم على رينجرز قد كشف عن قوة المجموعة فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحجب دور الإطار الفني والطاقم الطبي على وجه الخصوص فلومار قدم درسا تكتيكيا عجز المنافس عن فك رموزه حيث عاد الى «الاسمنت المسلح « بمحور من 3 لاعبين مع لاعبي ارتكاز لهما الكثير من الخبرة وعنصرين قويين في الرواقين وخصوصا الحناشي وهي نفس التوليفة التكتيكية التي قهرت الرجاء في المغرب وقد ترافق هذا النجاح التكتيكي مع تالق لكل اللاعبيت وخصوصا للحارس وليد كريدان. حذر مبالغ فيه التشكيلة المختارة يمكن القول إنها كانت متوازنة الخطوط وقادرة على تأمين التغطية بل قادرة على الوصول إلى شباك حارس نادي رينجيرز نانا يونسو إلا أن النجم تعامل مع بداية مباراة عشية أمس بحذر مبالغ فيه في بعض الفترات رغم عدم خطورة العمليات الهجومية لمضيفه والتي تحلى خلالها كريم العواضي وبن عمر باليقظة التامة بمعاضدة كوناتي وصدام بن عزيزة ليتم إجهاضها. الحناشي يعطي الأسبقية النجم انتظر منافسه ثم اختطف هدف السبق عن طريق الحناشي في الدقيقة 19 ليصبح اللعب تقريبا في اتجاه واحد لصالح الفريق النيجيري الذي نزل بكل ثقله بنية التعديل لكن دون خطورة. النجم واصل من جهته التعامل مع اللقاء بنفس الخطة الحذرة واليقظة الدفاعية مع الحرص على تقسيط مجهوداته البدنية. تراجع بدني بعد نصف الساعة الأولى والمجهودات المبذولة أخذ التعب مأخذه من جميع اللاعبين الذين تراجع مردودهم خلال الربع ساعة المتبقي الشيء الذي فسح المجال أمام النيجيريين للقيام ببعض المحاولات الهجومية إلا أن حسن انتشار فريق جوهرة الساحل في مناطقه الخلفية ساعده على الحفاظ على عذارة شباكه. عودة قوية لرينجيرز انطلاقة الشوط الثاني كانت بنفس سيناريو الشوط الأول قوية من جانب الفريق المحلي من أجل تدارك أسبقية ضيفه في النتيجة. وإزاء كل هذه المعطيات والعوامل المناخية المحيطة بالمباراة كان من الطبيعي أن يسجل الفريق المحلي بعض التفوق الميداني ويكثف من عملياته الهجومية لكن رغم التراجع البدني لجل العناصر فإن ثنائي الارتكاز كريم العواضي ومحمد أمين بن عمر شكّلا «الصخرة» التي تكسّرت فوقها جميع المحاولات الهجومية لفريق رينجيرز. بواقعية تحققت الثنائية بعد الضغط المتواصل لرينجرز نجح النجم على إثر هجوم معاكس قاده المشاغب ماهر الحناشي (34 سنة) في التوغل في المنطقة المحرمة لتتم عرقلته تحت زنظار الحكم الكيني الذي أعلن دون تردد عن ضربة جزاء تولى تنفيذها بنجاح إيهاب المساكني ليمضي على الهدف الثاني وذلك في الدقيقة 67 (0 - 2) وهي النتيجة التي انتهى عليها اللقاء. برافو كريدان النجم فاز على مضيفه وجميع اللاعبين قدموا ما هو مطلوب منهم لكن الامتياز كان للحارس القادم من صنف النخبة وليد كريدان الذي تصدى لكرة أغودا بشجاعة كبيرة منقذا مرماه من هف محقق في الدقيقة 71 كان بالإمكان أن يعيد رينجرز في النتيجة. كريدان ودون النفخ في إمكاناته أظهر استعدادات فنية وبدنية قد تجعل منه حارس المستقبل في فريق جوهرة الساحل. انتصار المجموعة إذا كان انتصار النجم على حساب رينجز قد كشف جانبا من المخزون الكروي لعدد من اللاعبين فإنه لا يمكن أن يغمط حق أطراف أخرى ساهم في الفوز على غرار الإطار الفني والجهاز الطبي... فلومار قدم درسا تكتيكيا يؤكد انه قام بعمله على الوجه الاكمل. تشكيل النجم وليد كريدان بوغطاس كشريدة بن عزيزة كوناتي العوضاي بن عمر المساكني (بلعربي) الحناشي (موندوزا) العريبي (حازم الحاج حسن).