جاء إعلان اللجنة المركزية لحزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحدّ اقتراح منجي الرحوي مرشَحا للانتخابات الرئاسية صلب الجبهة الشعبية ليطرح مزيدا من التساؤلات حول التطورات السياسية المنتظرة داخل الجبهة الشعبية. تونس – الشروق جاء البيان الأخير للجنة المركزية لحزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحدّ (الوطد) ليؤكد ما سبق تداوله منذ أشهر على الساحة السياسية حول التطورات التي قد تحصل داخل الجبهة الشعبية في الفترة القادمة. البيان عبر عن تمسك ىالوطد بالجبهة الشعبية. لكنه أكد من جهة أخرى عزمه على المساهمة في تجديد هياكلها وتطوير أدائها وتكريس الديمقراطية داخل مختلف هياكلها والتداول على تسيير هيآتها القيادية. ثم انتهى باقتراح القيادي فيه منجي الرحوي ليكون مرشح الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية القادمة بعد أن كان رئيس حزب العمال هو مرشح الجبهة في رئاسيات 2014. رغبة في التغيير البيان المذكور كان صريحا للغاية في التعبير عن وجود رغبة – على الأقل لدى أحد أبرز مكونات الجبهة وهو الوطد- في التغيير. لكن التلميح إلى هذه الرغبة يعود إلى بضعة أشهر. حيث سبق أن لمّح له منذ سبتمبر الماضي القياديان بالوطد منجي الرحوي ومحمد جمور. فالرحوي دعا إلى ضرورة إعادة هيكلة الجبهة الشعبية وتغيير قيادتها حتى تتطور أكثر لأنها إذا بقيت على حالها فقد لا تحصل على عدد المقاعد التي فازت بها في انتخابات 2014 على حد قوله.. أما رئيس اللجنة المركزية للوطد محمد جمور فقد سبق أن أكد بدوره أن تغيير حمة الهمامي على رأس الجبهة «مبدأ متفق عليه» مشيرا الى أن الجبهة الشعبية لا تعول على شخص واحد مهما كان هذا الشخص وأن تغيير الهمامي مطروح منذ فترة . ندوة وطنية من جهة أخرى عبر بيان اللجنة المركزية للوطد عن تمسَك الحزب بعقد الندوة الوطنية الرابعة للجبهة واستعداده للمساهمة في إنجاحها سياسيا وتنظيميا. وهي الندوة التي طال انتظارها وسبق لمجموعة من الناشطين والمناضلين صلب الجبهة الشعبيّة أن توجهوا بعريضة مفتوحة إلى المجلس المركزي للجبهة مطالبين بالإسراع في عقدها لتقييم أدائها السياسي وللنظر في الاستعداد للمحطّات الانتخابية المقبلة. وكانت الندوة الثالثة التي انعقدت في ماي 2016 قد احتوت تعهدا بعقد ندوة وطنيّة انتخابيّة بعد ستّة أشهر أي في ديسمبر 2016. لكن ذلك لم يحصل إلى الآن. وهو ما يعتبره كثيرون داخل الجبهة – أبرزهم حزب الوطد- مؤشرا على وجود رغبة لدى البعض في بقاء الوضع على حاله داخل الجبهة من حيث الهيكلة والقيادة ومن حيث غياب رؤية تجديدية. لذلك وقعت الدعوة الى عقد هذه الندوة الرابعة حتى تقع بصفة رسمية بلورة مسألة «التغيير» و»التجديد» داخل الجبهة. وأبرزها تجديد قيادتها وتغيير مرشحها للرئاسية القادمة. حمة الهمامي هل يكفي تجديد القيادة وطرح أسماء جديدة للرئاسية لتحقيق الاستقرار داخل الجبهة ولتطوير أدائها السياسي ولرفع حظوظها في الانتخابات القادمة ؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه المتابعون على ضوء هذه التطورات الأخيرة. ويرى شق من المتابعين أنه من الصعب صعود قيادي جديد للجبهة الشعبية في الحجم السياسي والنضالي والتاريخي لحمة الهمامي الذي حققت معه الجبهة نتائج محترمة في انتخابات 2014 ( المرتبة الثالثة لحمة الهمامي في الرئاسية بأكثر من 255 ألف صوت والمرتبة الرابعة في التشريعية ب15 مقعدا في البرلمان). كما أن الجبهة حافظت مع حمة الهمامي منذ تأسيسها في 2012 على صفة تكاد تغيب عن أغلب الأحزاب. وهي التماسك واللحمة الهيكلية والاستقرار على مستوى المواقف السياسية. وبالتالي فإن الأفضل بالنسبة إليها هو المحافظة على الاستقرار داخلها على الأقل قبل الانتخابات القادمة. ثم يقع بعد ذلك النظر في التغيير. بينما يرى موقف آخر أن هذا التماسك ليس إلا واجهة خارجية للجبهة في حين أن «بيتها الداخلي» يعرف تقلبات واختلافات عديدة. وآن الأوان لوضع حد لها عبر إعادة النظر في الهيكلة والقيادة بطريقة ديمقراطية وشفافة ولم لا إعطاء الفرصة لوجوه جديدة سواء على مستوى القيادة الداخلية أو بالنسبة الى الترشيح للرئاسية. الجبهة الشعبية هي ائتلاف سياسي يضم 11 حزباً يساريا وقوميا إضافة الى بعض المستقلين. والجبهة الشعبية تقود المعارضة البرلمانية بكتلة تضم 15 نائبا. تأسست الجبهة الشعبية في 7 أكتوبر 2012. وأسندت مهمة الناطق باسمها الى حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال. حصلت الجبهة الشعبية على المرتبة الرابعة في تشريعية 2014 ( 15 مقعدا في البرلمان). وحصل مرشحها حمة الهمامي على المرتبة الثالثة في الدور الأول من الرئاسية بعد الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي.