يَخوض الترجي اللّيلة في رادس اللّقاء الأهمّ و»الأخطر» في دور المجموعات لرابطة إفريقيا. ويُواجه حَامل اللّقب القاري «حُوريا» الغيني وعَينه على الإنتصار ليضرب عُصفورين بحجر واحد بما أن نقاط الفوز ستجعل شيخ الأندية يَبصم على وثيقة التأهل إلى الدّور ربع النهائي مع ضَمان صَدارة مجموعته وذلك بغضّ النّظر عن النتائج التي ستشهدها الجولة السّادسة والأخيرة من مُنافسات المجموعة الثانية. تركيبة الدفاع اشتكى المُدافع المحوري شمس الدين الذوادي من بعض الأوجاع خلال الحصّة التدريبية التي أجراها الفريق يوم أمس الأوّل. ومن الواضح أن هذه الآلام قد تمنع الذوادي من الظهور بمستواه العادي وهو ما قد يضعه خارج حسابات الشعباني بمناسبة لقاء الليلة أمام «حُوريا» الغيني. وفي صُورة تأكد غياب الذوادي فإن المدرب قد يجد ضَالته في الثنائي شمّام واليعقوبي لتأمين الدفاع. الجَدير بالذكر أنّ الإطار الفني للجمعية كان يخطّط لإعادة إدماج «الكَابتن» شمّام بصفة تدريجية خاصّة أنه عائد لتوّه إلى أجواء الرسميات بعد أن كان قد احتجب بسبب الإصابة. وكانت النية تَتّجه نحو تجديد الثقة في الذوادي واليعقوبي لقيادة دفاع الترجي أمام «حُوريا» مع إمكانية تشريك شمّام لفترة وجيزة أثناء اللّقاء تماما كما حصل في مُباراة باردو. لكن يبدو أن الأوجاع التي داهمت شمس الدين ستخلط أوراق المدرب وقد تُجبره على لعب ورقة خليل منذ البِداية. بين خَيارين بالتوازي مع التحوير الاضطراري الذي قد يقوم به الشعباني في محور الدفاع، هُناك امكانية كبيرة لإجراء تغيير اختياري في الخط الهجومي خاصّة في ظل الجاهزية العَالية التي أظهرها اللاعب البديل هيثم الجويني. وكنا أشرنا في عدد الأمس إلى أن الإطار الفني للفريق يدرس بجدية فرضية التعويل على الجويني في مُقدّمة الهجوم مُقابل سَحب الخنيسي من التشكيلة الأساسية خِدمة للمصلحة العَامة. ذلك أن الترجي سيستفيد من «الفُورمة» الكبيرة للجويني كما أن سحب البِساط من الخنيسي قد يساعده على مُراجعة نفسه في ظل فترة الفراغ التي يمرّ بها. والثّابت أن الإطار الفني للترجي يفكّر في التغيير على مستوى الهُجوم وقد تَتحوّل هذه «النَوايا» إلى حقيقة بمناسبة لقاء اللّيلة أمام «حُوريا». السِيناريو الأقرب بناءً على التطورات التي تشهدها تحضيرات الترجي وحِسابات الشعباني فإن التشكيلة المُعتمدة أمام «حُوريا» قد تكون على النحو التالي: الجريدي – شمّام – اليعقوبي – الدربالي – بن محمّد – كوليبالي – كوم – البلايلي – الهوني – البدري – الجويني (الخنيسي). ومن الواضح أن الإطار الفني يُعلّق آمالا عريضة على بعض الأسماء المَهارية والحاسمة لإكتساح «حُوريا» وإعلان فرحة الترشّح. وتبدو الثقة كبيرة في البدري وكذلك الهُوني الذي تألق بشكل لافت في مُباراة «البَقلاوة». ويملك الشعباني طبعا أوراقا أخرى قد تُفيده في مباراة اليوم كما هو شأن بقير الذي كان قد تغيّب عن مُواجهة باردو بفعل الإنذارات مِثله مِثل الشعلالي. تَحذير تَكبّد الترجي خسائر رياضية ومالية فادحة بسبب شغب «المجموعات» وكَابوس «الويكلو». ومن هذا المُنطلق تعالت الأصوات المُنادية بأهمية ضبط النفس والتَشجيع في نطاق المعقول خدمة لمصلحة الجمعية التي ستدخل مرحلة حاسمة في رحلة الدفاع عن لقبها الإفريقي. وسيحتاج النادي إلى دعم جماهيره التي سَتُزيّن الليلة مدرجات رادس بمناسبة لقاء «حُوريا» وذلك بعد أن كانت قد تخلّفت عن مُواجهتي «بلاتينيوم» و»أورلاندو» بسبب عُقوبة «الويكلو». ملف «الكلاسيكو» تَوقّعنا في عدد سابق بأن يتمسك الترجي بعدم السماح لجماهير «السي .آس .آس» بمواكبة «الكلاسيكو» المُنتظر بين الجمعيتين يوم 13 مارس الجاري في رادس. وقُلنا إن لجنة التنظيم تَعتبر أن هذا الإجراء فيه الكثير من «التعسّف» و»القَسوة» لكنها «مُكرهة» على رفع «الفيتو» في وجه أبناء «السي .آس .آس» تقيّدا بمنطق المُعاملة بالمِثل. ومن المعروف أن جماهير الترجي كانت قد «حُرمت» من حضور لقاء الذهاب في الطيب المهيري ما يفرض على «المكشخين» اتّباع النّهج نفسه في مُباراة الإياب. وتفيد آخر المُعطيات في هذا الملف أن الأطراف المَعنية اجتمعت فعلا يوم أمس وقد تمّ الاتفاق على حضور جمهور الترجي فحسب أثناء النسخة المُرتقبة من «الكلاسيكو» على أن يتخلّى الجَانبان عن هذا الإجراء «الظّالم» بداية من الموسم القادم.