تونس (الشروق) ارتفع نسق التمارين في المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين لتقديم المسرحية الجديدة للمركز بعنوان ثورة الرّضع لخالد اللملومي يوم الاثنين القادم . الصدفة وحدها جعلت من موضوع الرّضع الابرياء الذين ماتوا في مستشفى الرابطة يرم السبت الماضي يتزامن مع تقديم المسرحية الجديدة للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين التي انطلق اعدادها منذ شهر ديسمبر الماضي وسيكون عرضها آمام اللجنة يوم 18 مارس والعرض الاول للجمهور يوم 30 مارس. «طبيبان في مهمّة استعجالية لاجراء عملية قيصريّة, في طريق المهمّة يواجهان صعوبات يجابهانها بسلوكات عبثية هزلية تاخذنا لعالم سحري عجائبي». هكذا انطلق خالد اللملومي في عمله من هذه الحكاية البسيطة لنكتشف معه كوميديا سوداء تشهد على عبثية الحياة ولا معناها وهوما نعيشه اليوم في تونس بعد ان اعتقد التونسيون ان ابواب الامل والحريّة والكرامة ستفتح لهم فاكتشفوا انهم يغرقون كل يوم في المجهول ويقول اللملومي على رؤيته الاخراجية «. ان الانطلاق من المعطى الشمولي لفكرة الانسان يحتّم علينا تصوّرا للرؤية الاخراجية استنادا الى معطيات بسيطة غير معقدة نابضة من عمق الجسد ومعبّرة عن معاني. في رؤيتنا الاخراجية اردنا الاعتماد على رقعة بيضاء ذات طول ل 4 امتار وعرض ل 4 امتار (فضاء اللعب الداخلي ) هي بمثابة فضاء اللعب المكشوف للمتفرج والذي اخترناه ابيض كدلالة على النقاء والوضوح وشفافية اللعب المسرحي كفعل نبيل نقوم به امام الابعاد الانسانية للنص، فالفضاء في مسرحية ثورة الرّضع هو فضاء للعب والكتابة واعادة الكتابة اي انه متحمّل لثنائية الهدم والبناء اوكتابة الفعل وفسخه نظر لما تمثله الفكرة من مساحة تفاؤلية متعددة حول الالم والعذاب والموت وغيرها من الاحاسيس والمواضيع». ويضيف «ان صراع الكتابة ينطلق من ظلمة الواقع وتردي المعيش وفوضوية وجود الانسان في هذا العالم ضد كيفية الطرح ومناشدة المثال من قيم ومعان سامية اردنا التركيز على التناقض الذي يجمع الابيض والاسود كقيم ضوئية متضادة مثّل فيها الممثل نقطة ربط مفصلية كحامل لدلالات حسية طاقية يحاكي من خلالها تقنيات متعددة -عمق انساني كبيروبعد فني شمولي- اي ان اللباس الاسود والابيض الذي يحمله الممثل يراه المتفرج فوق الرقعة البيضاء التي يقوم فيها الممثل باللعب فوقها والتي تجعلنا نتساءل عل المتضاد فينا من خير وشر ورغبة في اعطاء العناق للوحش واطلاق سبيله» . وتحتفي المسرحية بالممثل اذ ان العمل المسرحي يقوم بالاساس على الممثل بالدرجة الاولى « اردنا الاشتغال على مخزونه من حركة وصوت وليونة جسدية في التعامل مع الفضاء المتاح امامنا وركزنا بالاساس على تشكيل وضعيات جسدية تحاكي البعد الحسي للمتفرج وتنطلق من عامل الوضعية الموجودة في النص ليعانق خفايا غير مرئية اوواضحة من الم وتشييء يعاني منه الانسان اليوم. مثّل الممثل في هذا العرض نقطة قوة من حيث الامكانيات المتعددة التي عمل عليها للتلون والتشكل حسب ابعاد الفضاء المتعددة لكتابة صورة مغايرة للفعل الفني ...صورة محسوسة نابضة للانسان.» وبعد عرضها الاول في المركب الثقافي بمدنين ستفتتح المسرحية مهرجان المسرح التجريبي يوم 20 افريل القادم. الفريق الفني فكرة واخراج : خالد لملومي اداء : ضوحمزة خلف الله / حمزة بن عون تصور موسيقي جمال شندول تقني اضاءة : صابر نڨاز تقني صوت: وسام سيف النصر توضيب عام: ايمن السريتي ادارة انتاج : جمال شندول.