تزخر ولاية جندوبة بعديد المناطق التي اشتهرت بطبيعتها الساحرة على غرار عين سلطان و الفايجة بغار الدماء و بني مطير بفرنانة اضافة الى تواجد محطات استشفائية على غرار المحطة الاستشفائية بحمام بورقيبة و المحطة الاستشفائية التي في طور الانجاز ببني مطير . ندوبة الشروق: كل هذه المكونات الطبيعية جعلت من الجهة قبلة للسياحة الايكولوجية والاستشفائية وحتى الرياضية التي تجلب العديد من الزوار خاصة من المناطق الداخلية ومن الخارج ومحبي الطبيعة لكنها تحتاج الى الدعم واستغلالها بطرق أمثل ليكون لها دور كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية وخلق موارد رزق لسكان الجهة وتتميز جهة غار الدماء بمناظر طبيعية خلابة تجمع بين الغابة الكثيفة المنتشرة علي مساحات كبيرة و كذلك الجبال المترامية التي تشكل جزءا هاما من سلسلة جبال خمير ,هذا بالإضافة الى منطقتي عين سلطان و الفايجة اللذان شكلا نواة السياحة البيئية والايكولوجية . فمنطقة الفايجة الجبلية الغابية التي تبعد ما يفوق 20 كيلومترا عن مركز مدينة غار الدماء تتميز بتواجد المحمية الوطنية التي تؤم أنواعا نادرة من الحيوانات و الزواحف و في مقدمتها الأيل الأطلسي و عديد الجوارح و النباتات . و تتميز الفايجة كذلك بتواجد برج مراقبة يعرف باسم «كاف النقشة « وهو سفح جبلي يمثل أعلي نقطة بالمنطقة و يمكن عبره مشاهدة مدينة غار الدماء و احوازها و كذلك مراقبة الجزء الخلفي من التراب الجزائري الذي لا يبعد عن المنطقة سوي بعض الكيلومترات ,وكان يستعمله الثوار الجزائريون المتمركزون بالمناطق الحدودية التونسية لمراقبة تحرك الجيش الفرنسي إبان الحقبة الاستعمارية . و تزدان المحمية الوطنية بالفايجة بزوارها الذين يستمتعون بمعلم اخر وهو المتحف البيئي الذي يجتوي على مجسمات للحيوانات ,غير أن هذا المخزون البيئي الثقافي و بسبب مخاطر الإرهاب أغلق إلى أجل غير مسمى فخسرت الجهة و خسر زوارها . محطات استشفائية و مراكز اصطياف تستقبل المحطة الاستشفائية حمام بورقيبة عين دراهم مئات الزائرين من الجزائر و ليبيا و الخليج و من مختلف جهات الجمهورية طلبا لخدمات استشفائية بالمياه المعدنية الحارة بطرق علاجية متطورة لأمراض المفاصل و الحنجرة و الأنف و الام الظهر هذا في انتظار ما ستقدمه المحطة الاستشفائية بني مطير من خدمات التداوي بالمياه الحارة و البخارية و التي توفر 100 سرير و تصل طاقة استيعاب الحمام البخاري الى 150 و قد تمت مراعاة خصوصية الجهة ,و يتم ضخ المياه بالطاقة الشمسية المتجددة التي يتم انتاجها ذاتيا . وتبقى مساهمة السياحة العلاجية في المشهد السياحي هامة حيث توفر 25 % من جملة الليالي المقضاة بالجهة وهو رقم قابل للتطور بدخول محطة بني مطير طور الاستغلال. هذا بالاضافة الى اهمية الحمامات الطبيعية على غرار حمام القوايدية بفرنانة و حمام بورقيبة و حمام سيدي بلقاسم بغار الدماء إضافة للمنشآت الطبيعية التي تجلب الزائرين على غرار شلالات بني مطير و حفرة الداموس بعين سلطان حين تسجل عشرات الرحلات خلال عطل نهاية الاسبوع. السياحة الرياضية على الخط اكد عيسى المرواني المندوب الجهوي للسياحة بجندوبة أن السياحة الرياضية بدأت تأخذ حظها من خلال التظاهرات و الدورات الرياضية الدولية و الإقليمية على غرار التنس و التي تساهم بشكل فاعل في تطوير السياحة هذا إضافة لما تقدمه مراكز التربصات المخصصة للفرق الرياضية بالمركب الدولي بعين دراهم و مركز التربصات حمام بورقيبة و الذين يستقبلون سنويا و خاصة صيفا عشرات الفرق الرياضية من تونس و الجزائر و ليبيا و الخليج . و تساهم السياحة الرياضية ب 13 % من الليالي المقضاة و تستقبل مراكز التربصات الرياضية الدولية سنويا بمعدل 25 فريقا رياضيا من تونس و خارجها . كما تساهم التظاهرات الرياضية و الثقافية التي تعرفها الجهة سنويا في استقطاب الآلاف من الزائرين و نذكر هنا تظاهرة « المشي للجميع « التي تستقبل معها مدينتي عين دراهم و طبرقة بين 2500 و 4000 مشارك من مختلف ولايات الجمهورية و من دول شقيقة و صديقة في تظاهرة قال عنها جلال الطويهري رئيس المكتب الجهوي للرياضة و الشغل بجندوبة انها بوابة للسياحة و التعريف بالمخزون الذي تزخر به الجهة . كما تشهد مدينة طبرقة حركية كبيرة تزامنا مع تظاهرة «حلمة» و التي تشهد معها نسبة الإيواء والوحدات الفندقية 100 % بفضل توافد لما لا يقل عن 4000 زائر للاحتفال بهذه التظاهرة . مشاريع تنتظر الانجاز يبقى المشهد السياحي في حاجة لمشاريع أخرى تجعل من جهة جندوبة منطقة سياحية رائدة واهمها حلحلة المشروع السياحي « فج الاطلال « بعين دراهم و مشروع « التيليفيريك « و مشروع القطب السياحي بطبرقة الذي تبنته جمعية «جندوبة 2050 «و المتمثل في مشروع « ساحل المرجان « و الذي تقدر كلفته بحوالي 1300 مليون دينار, وتتمثّل مكوناته في إنشاء ميناء مياه عميقة لاستقبال الرحلات البحرية الضخمة في طبرقة وميناء خاص باليخوت الكبيرة ومركز لصيانتها وبناء قصر مؤتمرات يسع أكثر من 2000 مقعد ومركّب ثقافي ورياضي سعته تعد بالالاف ومركّب صحي يشتمل على عيادة متعددة الاختصاصات ومصادق عليها عالميا , وكذلك مدينة ألعاب تمتد على نحو خمس هكتارات و»كورنيش» يمتد على قرابة كيلومترين وطريق تجارية و»تليفيريك» داخلي وسط مدينة طبرقة وثان يربط بين مدينتي طبرقةوعين دراهم ,ومسالك سياحية وصحية وترفيهية داخل الغابات وانجاز و احياء الخط الحديدي الرابط بين تونسوطبرقة ليصبح يربط مع مطار طبرقةعين دراهم الدولي بمنطقة عين الصبح ,وربط المطار بمدينة طبرقة عبر الميترو وإنجاز متحف ضخم بمدينة بلاريجيا وبعث قطار بالعجلات المطاطية يربط بين بلاريجيا و شمتو و الفايحة عين سلطان في اطار تنشيط السياحة الايكولوجية .