على اثر الزيارة التي قام بها وزير السياحة في عهد النظام السابق إلي معتمدية عين دراهم وتحديدا إلى منطقة فج الأطلال السياحية في أكتوبر الفارط قدم متساكنو الجهة وإطاراتها مقترحا يتمثل في إمكانية التفكير في بعث محطة للسياحة الجبلية أو ما يعرف بالتليفريك على غرار ما هو موجود في جبال الجزائر ولبنان وفرنسا... هذا الانجاز قيل أنه إذا رأى النور سيحدث حركية سياحية لافتة بالجهة ويضفي خصوصية لا يمكن إيجادها بأي منطقة سياحية أخرى لتصبح درة الشمال الغربي عين دراهم محطة سياحية لا محيد عنها في برامج وكالات الأسفار والرحلات بتونس والخارج وهو ما قد يبعث تكاملا تاما بين الجهة ومنطقة المرجان التي ستشهد بفضله نقلة سياحية مميزة لكن للأسف الشديد الوزير تجاهل هذا المشروع ولم يبادر بوضعه علي طاولة الدراسة بوزارة السياحة. وتعتبر عين دراهم الأكثر ثراء سياحيا لما تتمتع به من منتوج إذ أنها تجمع بين الغابة والاستشفاء الطبيعي والصيد وركوب الخيل والمشي على الاقدام كما أنها تمثل مسلكا سياحيا وبيئيا هاما يشمل زيارة بني مطير وحمام بورقيبة ومختلف نقاط السياحة الثقافية مثل شمتو وبلاريجيا والقرية الحرفية بفرنانة للصناعات التقليدية التي تم غلقها لأسباب مجهولة بعد انجازها بتكلفة مالية قدرها 660 ألف دينار وصولا إلى محمية الفايجة بغار الدماء التابعة لولاية جندوبة كما لا ننسى أن عين دراهم تستقطب عددا كبيرا من الفرق الرياضية حيث يجلب المركب الرياضي الدولي وهو المشروع الوحيد الناجح الذي تم انجازه بعين دراهم. ولكن هذه الفضائل المهمة التي تحدثنا عنا لم تسعف هذه المدينة من أن يكون مساؤها مضجرا عاديا باردا ليس بسبب طقسها بل لخلوها من كل حركية سياحية لإقفال محلاتها التجارية ومقاهيها ومخابزها ومطاعمها خاصة بشارع الحبيب بورقيبة الذي تعمدوا إهماله لتصبح بعض محلاته المهجورة مرتعا للكلاب السائبة ولمدمني المواد الكحولية. والحل الأمثل للنهوض بهذه المنطقة حسب رأي بعض الأطراف الفاعلة في المجال السياحي يتمثل في جعل منطقة خمير قبلة للسياحة العالمية والداخلية ببعث محطة للسياحة الجبلية وقد أفادنا أهل الاختصاص أن الموقع المفترض لتركيز هذه المحطة ومسارها يمكن أن ينطلق من سهول طبرقة منطقة الخذائرية لتعلو صاعدة عبر مرتفعات الجبال والأشجار لتشق طريقها وسط الغيوم وتعلو المناظر الخلابة لغابة عين دراهم الي حدود المنطقة السياحية فج الأطلال التي تحتوي في القريب على 1440 سريرا. والجدير بالذكر أن محطة التليفريك وجدت بعين دراهم في أربعينات القرن الماضي حيث تم تنصيب ثلاث محطات في هذه الفترة بوادي الزان طبرقة التي كانت تستغل لنقل الخشب في إطار حضيرة تركيز السكة الحديدية للقطار وفرنانة ببني مطير لنقل المواد اللازمة لإنشاء سد بني مطيروعين دراهم الأحواز التي كانت تستغل لنقل المنشآت والحضائر الكبري للمنطقة.