بكل المقاييس نحن نعيش زمن الحضيض. والحضيض في معجم اللغة العربية المعاصرة هو قرار قاع الأرض والقاع لا قاع له. ويطلق الحضيض مجازا على كل ما سفل فنقول كانت روحه المعنوية في الحضيض أي محبط ويائس ونقول نزل الى الحضيض أي تدنّى. نزل الخطاب السياسي الى الحضيض ونزل الخطاب الإعلامي (خاصة في البرامج التلفزية) الى الحضيض. وتنافس المتنافسون على الوصول أولا الى الحضيض ونزلت معنويات التونسيين الى الحضيض. تدنى واقع قطاعاتنا الاستراتيجية الى الحضيض وطفت على السطح طحالب وذئاب وقطط وافاع وصقور وذباب. فمن مازال بيننا يؤمن بالصدق في زمن الحضيض؟ صدق القول والإخلاص في العمل كما يقول الشاعر منور صمادح.