عبد اللطيف الحناشي (محلل سياسي) لا إرادة للخلاص من هذا الخراب هذه الظاهرة قديمة ففي السابق حين يكون هناك تغيير وزاري تكون هناك حالة استنفار في الإدارة ولدى رؤساء المصالح حول التغييرات والترقيات المنتظرة على أساس الولاء. والإدارة قامت بواجبها بعد الثورة ولكن اصل المشكل اعمق إذ كشفت الثورة عقلية التونسي وبانت حالة الارتخاء والتسيّب السياسي العام وهذا كشف طبيعة التونسي الامر الذي اتضح لنا بشكل يومي. كما ان التعددية السياسية من المفروض انها تغيرنا نحو الأفضل ولكننا بتنا نعيش حالة عدم استقرار في الوضع السياسي. ولكن الإدارة التونسية تشهد على عديد التجاوزات حيث يبذل البعض كل قوته من اجل دعم هذا الحزب وذاك وهو يلعب هذا الدور لتلقي مكافأة. والولاء لم يعد للوطن ولا للقوانين ولا للميكانيزمات الحقيقية. نحن لم نصل بعد الى الفصل بين الإدارة والحزب وبسبب المحاصصة السياسية لا توجد أي إرادة للخلاص من هذا الخراب في كل القطاعات العمومية. نحن امام سلطات متعددة في الإدارة التونسية. رمضان بن عمر (متحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية) الأمراض السياسية انتقلت الى الإدارة وأصابتها كنّا نعتقد ان الإدارة مثّلت نقطة قوة للدولة بعد 2011 لكن ظهرت فيها أمراض عديدة تنخرها وتعمّقت ازمة الولاءات والبيروقراطية فيها. فالتعاقب على الوزارات جعل كل طرف يبحث عن موطئ قدم ليسود منطق الولاءات والفساد وأصبحت هناك مقاييس جديدة للترقيات منها الولاء وان تكون من شق الوزير ثمّ اصبح الولاء للأحزاب ولم تبرز أي إرادة حقيقية لاصلاح الإدارة. رأينا ذلك في وزارات تم احداثها ثم الغاؤها بجرة قلم فمحمد عبو حين استقال تم الاستغناء عن الوزراة وعبيد البريكي حين انضم الى الحكومة تم احداث وزارة له وحين استقال تم الغاء الوزراة وكمال مرجان انضم للائتلاف الحاكم فخلقوا له وزارة. الانتهازيون تغيروا وتغيرت ولاءاتهم حسب الوزير اما البقية فظلوا يبحثون عن نجاة المركب. وفي اعتقادي الامراض السياسية انتلقت الى الإدارة واصابتها. سامي الطاهري (أمين عام مساعد في اتحاد الشغل) أزمة هيكلية داخلية الإدارة تعيش ازمة هيكلية داخلية وإذا كان هناك اصلاح لا يجب ان يتوقف عند تحييد الإدارة وفصل الإداري عن السياسي. فالإدارة مازالت تعيش بمنطق الولاء للحزب وللسلطة وليس للدولة. يجري تفكيك الإدارات رغم انها انقذت البلاد بعد 2011. كما ان الخروج الطوعي جعل كفاءات تغادر الإدارة. والبرنامج الثاني تمثل في التشجيع على التحول الى القطاع الخاص في نطاق تفريغ الإدارة من كفاءاتها. مسألة اصلاح الإدارة عرقلها غياب الإرادة اذ ليس هناك دولة واحدة في العالم ليس لها جهاز معقد ومتين هو الإدارة ولكن كل الدول تسعى لتحيين هذا الجهاز ونحن تغيب عنا الإرادة بل هناك إرادة للتفكيك فما سُمّي بالإدارة العميقة والهجوم عليها في 2011 و2012 و2013 كان لتدمير هذا الجهاز الذي هو أهم جهاز في الدولة وهذا يأتي في اطار الرغبة في السيطرة على الدولة.