نجحت تونس الى حد الآن في تنظيم القمة العربية وأكد المراقبون ان احتضان بلادنا حدثا بمثل هذا الحجم أدار إليها أعناق العالم كدولة قادرة على احتضان التظاهرات الدولية والقارية والاقليمية الكبرى. سنويا تنتظم عديد القمم والمؤتمرات والتظاهرات الدولية الكبرى بعديد دول العالم . وعادة ما تنجح الدول المنظمة لمثل هذه التظاهرات في تحقيق فوائد هامة اقتصاديا وسياحيا وتلمع عبرها صورتها وتقوي بفضلها موقعها ووزنها في العالم. غير ان نصيب تونس من تنظيم هذه التظاهرات ظل ضعيفا مقارنة بدول اخرى عربية وافريقية تحتضن على الاقل حدثا دوليا كل سنة. فمنذ قمة المعلومات في 2005 وكاس امم افريقيا في 2004 لم تنظم تونس حدثا دوليا او قاريا او اقليميا من الوزن الثقيل باستثناء مؤتمر الاستثمار 20-20 سنة 2017. بشهادة المختصين حقق تنظيم القمة العربية لتونس انتعاشة اقتصادية هامة بفضل ما ادخلته من حركية على نشاط الفنادق وبفضل تحسين مداخيل العملة الصعبة وتنشيط حركية قطاع التجارة وقطاع الخدمات. كما مثل الحدث فرصة لحث السلطة على بذل جهود اكثر في ادخال بعض التحسينات على الطرقات والشوارع ومداخل العاصمة وبعض المباني ودفع النزل الى ادخال تحسينات على مبانيها وخدماتها استعدادا لاستقبال الضيوف. وكل ذلك يؤكد ضرورة العمل في تونس باستمرار على احتضان حدث دولي او قاري او اقليمي على الاقل مرة كل عام، اذ لا شيء يمنع من ذلك بعد الخبرة التي تحققت بفضل تنظيم القمة العربية خاصة من الناحية الامنية ومن حيث الاستعداد اللوجيستي. المهمة موكولة اساسا للديبلوماسية التونسية قصد التقدم بطلبات تنظيم التظاهرات الدولية في مختلف المجالات الرياضية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية وغيرها والتي تنتظم على مدار العام وتنجح عديد الدول في " افتكاك" تنظيمها لانها تعرف جيدا مدى فائدتها. وما يشجع على ذلك هو ان الدولة المنظمة لا تكون عادة مطالبة بتحمل نفقات كبرى للتنظيم لان كل النفقات تكون محمولة عادة على ميزانية خاصة بالحدث تشارك فيها كل الدول المشاركة بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق الهيكل الدولي المشرف على التنظيم. ان تنظيم التظاهرات الدولية تقليد يتكون شيئا فشيئا لدى الدولة ثم يتحول الى ثقافة لدى المسؤولين و ايضا لدى الشعب فيتعود عليها ويصبح شريكا في انجاحها، وهو ما تتميز به عديد الدول وشعوبها منها دول عربية وافريقية، ولا شيء يمنع تونس وشعبها من النسج على هذا المنوال لاستقبال القمم والتظاهرات والمنتديات الدولية.