حالة التشظي والانقسام والوهن التي وصلت اليها الامة العربية تفرض على القادة العرب الذين سيحضرون قمة تونس أن يكونوا في مستوى تطلعات شعوبهم وأن يضعوا حدا لهذا النزيف الذي يستهدف الجميع. ان من منح القدس الى الصهاينة (نقصد هنا ترومب) وأهدى الجولان الى الصهاينة لا يستغرب منه ان يكمل الضفة الغربية وسيناء ويضمها الى الصهاينة وهو الذي ضرب بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الاممية من أجل صديقه نتنياهو. لذلك فإنه (ترومب) ان لم يواجه بوحدة عربية جادة وقرارات ردعية صارمة لن يتوقف عن وهب ما لا يملك لمن لا يستحق، لأن آخر هم بالنسبة له هو العرب ومن أجل الصهاينة لن يتوانى في مزيد الاستقواء على الامة العربية مستغلا حالة الضعف الحالية. القمة العربية المنعقدة بتونس هي قمة الأمل الاخير بامتياز في ظل التحدي الهائل والاخطار المحدقة بالأمة العربية من الداخل والخارج، وهي قمة الصحوة واعادة الامل للشعوب التي مسحت يدها من الجامعة العربية، وقمة اعادة الروح لهذا الهيكل الوحيد للم شمل العرب والدفاع عن مصالحهم. ورغم حالة الانقسام التي يدخل بها القادة العرب قمتهم الثلاثين فإنهم مطالبون بل مجبرون على ترك عباءة الخلافات خارجا والدخول برؤية مشتركة وواضحة وصارمة حول كل المستجدات في الازمات المستفحلة التي جعلت من البلدان العربية منتجة لنصف عدد لاجئ العالم. وبالتالي فإن البيانات التي ربما ستخرج على شاكلة «تنديد» و»استنكار» و»رفض»...لن تجد نفعا، لأن الزمن أصبح زمن القرارات وليس الادانات، وكما قام ترومب وبجرة قلم بمنح القدس والجولان المحتل للصهاينة، فإنه على القادة العرب أن يقرروا اجراء يوازي حدة وهول هذه القرارات وان تطلب الأمر التخلي عن معاهدات سلام وكم هي كثيرة(اتفاق اوساو، كامب دايفيد، وادي عربة...) مع الصهاينة. هذه القمة هي وقفة عز للقضايا العربية الشائكة وتأتي في المكان والزمان المناسب من أجل لم شمل البيت العربي وتقوية روابطه وتحديد العدو من الصديق وخلق أصدقاء وحلفاء جدد والتخلي عن حلفاء قدم لم يقدموا شيئا للعرب سوى مزيد تطويعهم من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني.