مصطلح السنة البيضاء هو الأكثر تداولا في تونس منذ سنة 2011... في كل مرة يعلن المدرسون عن تهديدهم بمقاطعة الامتحانات وجعل السنة الدراسية سنة بيضاء... اليوم عدد كبير من الأساتذة الجامعيين قاطعوا الامتحانات في الكليات والآن الاف الطلبة محرومون من الامتحانات ومستقبلهم الدراسي مهدد... لسنا مختلفين في ان الأساتذة الجامعيين الذين يتحركون الان ويحتجون ويصعدون لهم مطالب مشروعة ومن حقهم الدفاع عنها لكن نختلف عندما يكون ذلك على حساب الجامعة وعلى حساب الطلبة وعلى حساب التحصيل العلمي... في السنوات الماضية تدهورت قيمة التعليم الجامعي في تونس وأصبحت جامعاتنا في مراتب متأخرة وغاب البحث العلمي وأصبحت كلياتنا حصونا مغلقة بعيدة عن واقعنا عاجزة عن تقديم واستنباط حلول لمشاكلنا... الجامعات التونسية بدون مخابر وبدون تجهيزات وبدون إمكانيات وآلاف الأساتذة الذين يدرسون فيها يطالبون منذ سنوات بتسوية وضعياتهم المهنية والمادية وهذا امر غير مقبول... نختلف مع من يرفع شعار السنة الجامعية البيضاء ونختلف مع من يقاطع الامتحانات لذلك ليس هناك سوى حل واحد هو التفاوض... المفاوضات هي الطريق الوحيد للوصول الى حلول وتجاوز الإشكاليات... الاحتجاج حق لكن التصعيد له حدود... أسابيع قليلة تفصلنا عن نهاية السنة الجامعية والطلبة الى الان دون امتحانات والكثير منهم يفكر في الهجرة والبحث عن جامعات خارج الوطن ....الاف الأساتذة الجامعيين هاجروا وغادروا تونس الى الأبد بحثا عن فرص عمل أفضل في جامعات اجنبية تمنحهم ظروفا جيدة للبحث والإبداع... من واجب الدولة اليوم ان تهتم اكثر بأمر ووضع الجامعة التونسية... لا يمكن ان نحقق نهضة وان نبني وطنا مزدهرا ومتطورا بجامعة مشلولة وبكليات تحولت الى حلبات للاحتجاج المتواصل على مدى العام الدراسي... ليس من مصلحة الحكومة وليس من مصلحة الجامعيين ان يستمر هذا الوضع... فعلا تونس لا تستحق كل هذا التنكيل الذي تعرفه الان...