- مكتب الساحل: يحيي التونسيون اليوم 6 أفريل الذكرى 19 لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية. ويشرف رئيس الدولة الباجي قائد السبسي اليوم بروضة آل بورقيبة بالمنستير على موكب تلاوة الفاتحة على روح الزعيم، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية، قبل أن يتولى إعطاء إشارة انطلاق مؤتمر حزب حركة «نداء تونس» الذي تتواصل أشغاله إلى يوم غد بالمنستير. الزعيم الراحل ولد بمدينة المنستير في 3 أوت 1903 وتوفي بها في 06 افريل 2000، وتلقّى تعليمه الثانوي بالمعهد الصادقي ثم معهد كارنو بتونس، وتوجه إلى باريس سنة 1924 بعد حصوله على الباكالوريا وانخرط في كلية الحقوق والعلوم السياسية وحصل على الإجازة سنة 1927، وعاد إلى تونس ليشتغل بالمحاماة. انخرط الحبيب بورقيبة في العمل السياسي في سن مبكرة وعلى إثر عودته إلى تونس سنة 1927 بدأ نشاطه السياسي بتحرير المقالات في الصحف الوطنية «صوت التونسي» و»العلم التونسي» وأسّس سنة 1932 مع أصدقائه جريدة «العمل التونسي». وقد التحق بورقيبة بالهيأة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي يوم 12 ماي 1933، ليستقيل منها يوم 9 سبتمبر من نفس السنة، ومنذ تلك الفترة دعا بورقيبة ومجموعة من رفاقه المنسحبين إلى مؤتمر خارق للعادة بدار الحبيب عيّاد في قصر هلال يوم 2 مارس 1934، حيث تم حلّ الهيأة التنفيذية وإحداث ديوان سياسي متكوّن من الدكتور محمود الماطري رئيسا، الحبيب بورقيبة أمينا عامّا، البحري قيقة والطاهر صفر ومحمّد بورقيبة أعضاء مؤسّسين للحزب الحرّ الدستوري التونسي الجديد. وعلى إثر تأسيس الحزب الحر الدستور التونسي الجديد، انطلقت رحلة النضال للزعيم الحبيب بورقيبة بمعية رفاقه الذين آمنوا بالقضية التونسية وبضرورة دحر المستعمر الفرنسي، حيث جوبهوا بعدة عراقيل وصدامات مع المستعمر الفرنسي الذي اعتقل الحبيب بورقيبة ورفاقه في العديد من المناسبات، وبفضل الكفاح في المدن والقرى تم تحرير قيادات الحزب وفي مقدمتهم الزعيم الذي سرعان ما تم اعتقاله عقب الصدام الدموي في أحداث 8 و9 افريل 1938. وقضى بورقيبة سنوات في السجون التونسية والفرنسية والإيطالية واستغل سفره إلى عدد من الدول العربية والأوروبية للتعريف بالقضية التونسية على الصعيد الدولي، وبذلك ضمن الدعم الدبلوماسي للقضية التونسية التي ناضل وجاهد وكرس من أجلها كل جهده. وبعد عودته الى تونس خلال اواخر سنوات الأربعين استأنف النضال السياسي قبل ان تندلع الثورة المسلّحة في 18 جانفي 1952 التي استشهد فيها العديد من المناضلين والمناضلات حيث اعتقل بورقيبة من جديد وتمّ نفيه إلى جزيرة جالطة لمدّة عامين. ومع وصول مانداس فرانس إلى الحكم في فرنسا سنة 1954 وإعلانه الشهير أمام الباي عن قبول فرنسا بمبدإ الاستقلال الداخلي، انطلقت المفاوضات والاجتماعات السريّة بين بورقيبة ومانداس فرانس إلى ان عاد بورقيبة إلى أرض الوطن في 1 جوان 1955 في يوم تاريخي مشهود تم على اثره توقيع اتفاقيّة الاستقلال الداخلي ثم إعلان الاستقلال التامّ يوم 20 مارس 1956. بعد الإعلان عن استقلال تونس وتحرر شعبها من حماية واستعمار الدولة الفرنسية، شرع الرئيس بورقيبة في القيام بإصلاحات عميقة في المجتمع التونسي لعل أهمّها تعميم التعليم والصحّة، وإصدار مجلّة الأحوال الشخصية يوم 13 أوت 1956 وإعلان الجمهورية برئاسة الحبيب بورقيبة يوم 25 جويلية 1957 حيث انتُخب أوّل رئيس للجمهورية بعد المصادقة على الدستور يوم 1 جوان 1959 وواصل حكمه الى غاية نوفمبر 1987 حيث استقر في مدينة المنستيرمسقط رأسه الى أن وافته المنية يوم 6 أفريل 2000 اين شيع جثمانه الطاهر الى روضة آل بورقيبة.