في مثل هذا اليوم، السادس من أفريل من سنة 2000 توفي الزعيم الحبيب بورقيبة مؤسس الدولة التونسية الحديثة عن سن تناهز 97 عاما قضى منها ما يزيد عن 13 عشر عاما معزولا بعد الإطاحة به من قبل زين العابدين بن علي في 7 نوفمبر 1987. ولد بورقيبة بمدينة المنستير في 3 أوت 1903 من عائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وكان أصغر أبناء الأسرة المتكونة من ثمانية إخوة وأخوات، و تلقّى تعليمه الثانوي بالمعهد الصادقي ثم معهد كارنو بتونس قبل أن يسافر إلى باريس حيث تابع دراسته في كلية الحقوق والعلوم السياسية حيث تحصل على الإجازة في الحقوق سنة 1927 ليعود بعد ذلك إلى تونس ويمارس مهنة المحاماة، وقد انخرط بورقيبة في العمل السياسي مبكرا وانضم سنة 1933 إلى الحزب الحر الدستوري قبل أن ينسلخ عنه ليؤسس الحزب الحر الدستوري الجديد رفقة عدد من المناضلين ويواجه السجن والمنفى. في 20 مارس 1956 تم منح تونس استقلالها وشكّل بورقيبة أول حكومة بعد الإستقلال قبل أن يلغي في 1957 النظام الملكي وتعيينه أول رئيس للجمهورية. عرفت السنوات الأولى لحكم بورقيبة كتابة أول دستور للدولة المستقلة في سنة 1959 من خلال المجلس القومي التأسيسي، إلى جانب إقرار مجانية التعليم وإجباريته وتوحيد القضاء وتركيز نظام للصحة العمومية فضلا عن مجلة الأحوال الشخصية الثورية والتي تم بموجبها الغاء تعدد الزوجات. في السابع من نوفمبر 1987 أطاح الوزير الأول زين العابدين بن علي ببورقيبة إثر انقلاب ليعلن نفسه رئيسا للجمهورية التونسية. وتم فرض الإقامة الجبرية على بورقيبة في اقامته بالمنستير وانقطعت أخباره تقريبا ما عدا ما يعرضه التلفزيون العمومي في مناسبات قليلة من زيارات بن علي للزعيم الراحل إلى أن وافته المنية في 6 أفريل من سنة 2000 .