"لم أصدق أني المختارة.. أنا المهدي المنتظر"، ظن متابعهوها الذين يصل عددهم إلى 40 ألف شخص أنها مجرد مزحة، أو كذبة أبريل متأخرة قليلا، ولكن أمام إصرارها على كلامها لم يجد جمهورها سوى، القول إنها تعاني من اضطراب نفسي، أو تخوض محاولة يائسة للفت الانتباه لها، وتصدر عناوين المواقع الإخبارية. وأمام الهجوم الحاد مازالت التونسية إيمان العميري، إحدى المشاركات في برنامج "ستار أكاديمي"، مصرة على أنها المهدي المنتظر، حتى تم حجب مقاطع الفيديو التي تتحدث فيه عن ما وصفته ب "رسالة الحق". لم تكن "العميري" الفنانة الوحيدة التي تصيبها مشاكل عقلية، فيقال دائما إن بين الإبداع والجنون خط رفيع، الفنان عبد العزيز مكيوي، بطل فيلم "القاهرة 30"، كان ضمن القائمة، صورة التقطها أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي للفنان القدير، وهو يجلس على الرصيف في أحد شوارع الإسكندرية، رث الهيئة تبدو عليه علامات تقدم العمر والإرهاق الشديد، ويعيش مشردا في الشارع برفقة مجموعة من الأكياس البلاستيكية تضم مقتنياته المحدودة، ليسن الجميع أقلامه مهاجما نقابة المهن التمثيلية التي تركت واحدا من أبرز أعضائها لحياة التشرد. ولكن كانت المفاجأة التي فجرتها النقابة بأنها وفرت من قبل شقتين للفنان القدير، إلا أنه كان يرفض المكوث بهما، وحصلت له النقابة على قرار بعلاجه على نفقة القوات المسلحة المصرية مجانًا، لكنه خرج من المستشفى بإرادته، ليشير الجميع أنه دخل في حالة نفسية غير متوازنة بعد وفاة زوجته، رافضا للحياة بكل معانيها بعد رحيلها. ومع براعته الشديدة في تقديم أدوار مركبة ومعقدة، إلا أن الفنان محيى إسماعيل، أوضح في ندوة تكريمه بالأكاديمية البحرية، أنه يميل لتقديم الشخصيات "السيكوباتية" لأنه شخص "معقد"، على حد تعبيره. بينما شخص الدكتور جمال فرويز، إصابة الفنان محمد رمضان ب "بارانويا" أو داء العظمة، بعد تصريحاته المستمرة حول كونه رقم واحد، فلديه ثقة في النفس مبالغ فيها، على حد تعبيره. وقال: "لا يوجد أي مبدع حقيقي في أي مجال بالعالم يطلق على نفسه رقم واحد، ولكن من المنطقي أن يترك ذلك التقييم للجمهور". كما عانى نجوم "هوليود" من اضطرابات نفسية وسلوكية عديدة ووصل الأمر إلى إقدام عدد كبير منهم على الانتحار، على خلفية إصابتهم باكتئاب منهم الممثل الكوميدي روبن ويليامز، كما كشف الممثل الأمريكي تشارلي شين إصابته ب "الاضطراب الثنائي القطب" أو ما يطلق عليه "الهوس الاكتئابي"، وهو نفس المرض الذي تم تشخيص حالة ميل جيبسون النفسية به. وكشفت دراسة أصدرها مركز "كارولينسكا" البحثي، أن المبدعين في مجالات معينة يواجهون احتمالات إصابة بأمراض نفسية خطيرة، أكبر من احتمال إصابة الناس الذين لا يتمتعون بقدرات إبداعية عالية.
