نزل آلاف المتظاهرين أمس إلى شوارع العاصمة الجزائرية ومدن أخرى في أول جمعة منذ تقلد عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة بالنيابة مطالبين بطرد رموز بوتفليقة ، وذلك في وقت اوقف فيه الامن مجموعة ارهابية مسلحة خططت لاستهداف المدنيين. الجزائر (وكالات) وتوافد أمس الجمعة المتظاهرون على ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائرية وسط تعزيزات أمنية مشددة، ونجحوا في كسر الطوق الأمني والسير من ساحة البريد المركزي إلى ساحة اودان مرورا بالجامعة المركزية ورفض المتظاهرون إخلاء ساحة البريد. واندلعت مساء أمس مواجهات بين الشرطة الجزائرية وملثمين في العاصمة الجزائرية، حيث تصدت القوات الأمنية لهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع، في وقت رد فيه الملثمون برشق سيارات الشرطة بالحجارة. وأشارت مصادر محلية مطلعة، إلى أن المظاهرات، التي شهدتها العاصمة أمس الجمعة، اختتمت بأعمال شغب، أحرقت خلالها سيارة للشرطة بساحة أودان، فيما تواردت أنباء باستنجاد رجال الأمن بالجيش لاستعادة الهدوء. وحسب تقارير ميدانية ، فإن الشرطة حاولت في البداية طرد المتظاهرين من باحة البريد المركزي، لكنها اضطرت للانسحاب أمام إصرار المتظاهرين، الذين رددوا هتافات «سلمية سلمية» مع الدعوة إلى رحيل بن صالح وكافة رموز المنظومة السياسية القائمة. كما أكد المحتجون رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية بإشراف حكومة نور الدين بدوي وباقي الوجوه المحسوبة على المنظومة القائمة. وفي سياق متصل ،وفي حادثة خطيرة كادت تحول الحراك الجزائري الى مسرح للفوضى ، تمكّن أمس الأمن الجزائري من ايقاف مجموعات إرهابية مسلحة تتكون من عناصر اجنبية، كانت تخطط لتنفيذ عمليات أثناء المظاهرات الشعبية أعلن الأمن الجزائري، أمس الجمعة، توقيف مجموعة إرهابية مسلحة كانت «تخطط لاستهداف المواطنين، وتحاول استغلال التظاهرات لعملياتها، وتخطط لأعمال إجرامية بالتظاهرات». أشار الأمن إلى أن «الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها تضم أجانب»، ولديها «مخططات إرهابية تهدف لإذكاء التوترات». وشدد الأمن على أن «التظاهرات لا يمكن أن تتم على حساب حرية الحركة وسلامة المواطنين». وجاء في بيان «قامت مصالح الأمن إلى جانب أفراد الجيش بتوقيف مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، والتي كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلة الكثافة البشرية الناجمة عن التعبئة». وأضاف البيان: «تم تحديد هوية أجانب، تم توقيفهم والكشف عن مخططاتهم، ممن جاؤوا خصيصا لإذكاء التوترات ودفع الشباب للجوء إلى أنماط متطرفة في التعبير، قصد استغلال صورهم عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». في سياق متصل، أكد الأمن أن «العديد من المواطنين لا زالوا يشتكون من أوضاع الحركة المرورية والتنقل، بعد أن أدى التجمهر الدائم إلى غلق المسارات وأثّر سلبا على شروط حياتهم الطبيعية، كما أثّر على تجارتهم وسكينتهم وانشغالاتهم».