الجزائر (وكالات) عاد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع الجزائر أمس الجمعة مطالبين بتغيير ديمقراطي شامل يتجاوز استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد احتجاجات حاشدة على مدى ثمانية أسابيع. وذكر شهود أن آلاف المحتجين تجمعوا مجددا في وسط المدن في أنحاء الجزائر مطالبين بإصلاحات جذرية تتضمن التعددية السياسية والقضاء على الفساد والمحسوبية. ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تتضمن «لا للعنصرية خاوة خاوة»، «قلنا ديقاج يعني ديقاج» أي «إرحل يعني إرحل» وقلنا: «البلاد بلادنا والجيش ديالنا». وهذه أول جمعة، بعد إسقاط أحد (الباءات الأربعة) الطيب بلعيز، رئيس المجلس الدستوري، الذي قدم استقالته يوم الثلاثاء الماضي. وقدمت السلطات تنازلا جديدا لمطالب الشارع هذا الأسبوع تمثل بتغيير رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز الذي كان أحد «الباءات الأربعة» من المحيط المقرب لعبد العزيز بوتفليقة. ويطالب المحتجون باستقالته. والشخصيتان الأخريان هما عبد القادر بن صالح رئيس الدولة الانتقالي ونور الدين بدوي، رئيس الوزراء. ويصر الجزائريون على رفضهم تولي مؤسسات وشخصيات من عهد بوتفليقة إدارة المرحلة الانتقالية، وخصوصا تنظيم انتخابات رئاسية خلال تسعين يوما حسب الإجراءات التي ينص عليها الدستور. وفي وقت تحاول السلطة الانتقالية بحث سبل الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد إثر استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الشارع، جدّد الجزائريون تمسكهم بمطالب «رحيل جميع رموز النظام» بمن فيهم رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح. وفي محاولة منها كسب ثقة الجزائريين الذين عبروا مرارا عن رفضهم خطط السلطة الانتقالية، وجهت الرئاسة الجزائرية دعوات الى أحزاب وشخصيات ومنظمات الى المشاركة في جلسة حوار جماعية في 22 من هذا الشهر لبحث سبل تجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد. وقالت وسائل إعلام محلية إن الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح وجه دعوة الى نحو مئة شخصية وطنية للتشاور حول الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من جويلية القادم. لكن شباب الحراك جددوا عزمهم المضي في مطالبهم «وعدم الالتفات الى ما تقوم به السلطة على حساب تطلعاتهم في التغيير الجذري لنظام الحكم» كما يؤكد ناصر عبد ربه أحد قادة الحراك بالعاصمة. و كان قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح قد قال الثلاثاء الماضي إن الجيش يدرس كل الخيارات لحل الأزمة السياسية وحذر من أن الوقت ينفد.وكان ذلك تلميحا إلى أن صبر الجيش بدأ ينفد إزاء الاحتجاجات الشعبية التي تهز الجزائر. وهي مُصدر كبير للنفط والغاز الطبيعي وشريك أمني رئيسي للغرب في مواجهة المتشددين الإسلاميين في شمال أفريقيا وغربها. ولم يحدد صالح ما هي الإجراءات التي قد يتخذها الجيش لكنه قال إن الجيش لا يطمح إلا الى حماية الأمة.