شدد والي مدنين الحبيب شواط على ضرورة سن قوانين وتشريعات حازمة للحد من ظاهرة الاحتكار وتهريب الغذاء. حيث اعتبر أن الإرهاب الغذائي يضاهي خطورة الإرهاب المسلح وذلك في حديث خاص ل «الشروق». كيف تقيم الوضع الأمني ودرجة الاستعدادات في معبر راس جدير الحدودي في ظل توافد هذا العدد من الليبيين وهل تشكل الأوضاع في ليبيا خطرا على حدودنا؟ الوضع الأمني على مستوى ولاية مدنين مستقر. وقد قمنا بزيارة كل المناطق بما في ذلك المناطق الحدودية المتقدمة ومعبر رأس جديروالاحتياطات الأمنية موجودة. ونحن على استعداد ويقظة باعتبار الاوضاع الامنية المتردية في ليبيا وبالنسبة الى نقاط التفتيش الموجودة بمعبر رأس جدير هي نقاط ثابتة ولكن وقع تدعيمها مؤخرا بدوريات غير قارة . أما بالنسبة الى حدودنا فهي آمنة وليس هناك ما يدعوالى القلق وذلك بفضل تجربتنا في دحض الإرهاب والقضاء عليه. فتونس كانت سباقة في انتصارها على «الدواعش» من خلال ملحمة بن قردان بفضل أسود المؤسسة الأمنية ودور المواطن في مساعدة القوات الامنية لضرب الإرهاب . كيف يتم التعامل مع الوفود الليبية القادمة عبر معبر رأس جدير الحدودي ؟ بالنسبة الى عدد الليبيين الوافدين على مستوى معبر رأس جدير الحدودي لم نسجل تلك الهجرة الوافدة بأرقام كبيرة جدا مثلما حصل في 2011. و سيتم التعامل معهم بكل رحابة صدر. فتونس دائما تفتح أبوابها أمام الأشقاء الليبيين الذين قدموا الى تونس بهدف الاستقرار أو العلاج أوالتسوق ففي 2011 أعطت تونس درسا للعالم من خلال استقبالها مئات الآلاف من الليبيين والأفارقة والعرب الذين هربوا من سيطرة المليشيات المسلحة في ليبيا . ما هي الاستعدادات التي ستتخذها ولاية مدنين في حالة تزايد عدد الوافدين الليبيين على تونس خاصة مع اقتراب شهر رمضان ؟ نحن في ولاية مدنين لدينا تجربة سابقة في احتضان وإيواء كل الجنسيات. ففي حال لجوء الأشقاء الليبيين الينا فهم مرحب بهم بيننا ومستعدون لاستقبالهم في بيوتنا إن لزم الأمر كذلك لا ننسى دور المنظمات وخاصة الهلال الأحمر في دعم ومساعدة الوافدين الليبيين خاصة والأفارقة عموما فكل الإمكانيات العسكرية والاجتماعية متاحة ونحن على استعداد لأي طارئ. خلال حملة التفتيش المشددة التي انطلقت بالمعابر البرية هل تم رصد أي تحركات مشبوهة من قبل عناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيمات إرهابية ؟ لم نرصد خلال الفترة الأخيرة أي تحركات لمجموعة خطيرة مشبوهة وعملنا الأمني بولاية مدنين عمل دائم ومتواصل على امتداد السنة. فنحن -متساكني المناطق الحدودية- كتب علينا أن ننام بعين مفتوحة وعين مغلقة فعملنا لا يرتبط بظرف معين فنحن دائما على أهبة الاستعداد لأي خطر والمؤسسة الأمنية تقوم بدورها على أحسن وجه لحماية حدود البلاد وضمان استقرارها. كيف تقومون بمكافحة التهريب خاصة أن ولاية مدنين تعد من أكثر الولايات التي تمارس فيها هذه الظاهرة ؟ نحن نقوم بالتنسيق مع مختلف الولايات على غرار تطاوين وقبلي وقابس وصفاقس من أجل مجابهة ظاهرة التهريب بمختلف أنواعها التي أضرت بالبلاد والشعب على حد سواء ومدنين باعتبارها ولاية حدودية تكثر فيها ممارسة ظاهرة التهريب. وقواتنا الأمنية تقوم يوميا بإنجازات كبيرة للسيطرة ومكافحة هذا الخطر الذي يضرب اقتصادنا الوطني. ما هو ردّك على تصريحات النائبة لمياء مليح التي قالت إن طائرة نقل عسكرية قطرية حطت الأسبوع الفارط بمطار جربة جرجيس على متنها أسلحة ومعدات لدعم المليشيات في ليبيا ؟ لقد ردت الادارة العامة للديوانة التونسية على تصريحات النائبة وأنا أؤكد أن ما قالته النائبة هو معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحّة وأن الطائرة العسكرية المذكورة حطّت فعلا بمطار جربة جرجيس لأسباب فنيّة وذلك بعد الحصول على التراخيص الضرورية من السلط الوطنية الجوية المدنية والعسكرية. وكان على متنها طاقمها المتكون من 11 عسكريا وعدد من أفراد الجيش القطري. ولم يكن على متن الطائرة أي أسلحة أو معدات عسكرية. ما مدى استعدادكم في ولاية مدنين لمتابعة تطور الأسعار وضمان انتظام التزويد والقضاء على الاحتكار؟ هناك لجنة جهوية تجتمع كل أسبوعين تحت إشراف الوالي لتتبع تطور الأسعار. فمشكلة ارتفاع الاسعار تكمن في التوزيع خارج المسالك القانونية وهنا اتخذت الدولة إجراءات حاسمة للحد من هذه التجاوزات. ففي حال ثبوت أي اختراق للقانون يتم إغلاق المحلات مباشرة. فنحن في ولاية مدنين نعمل على الأمن الغذائي فكل محتكر يسعى الى استنزاف المقدرة الشرائية للمواطن. فهو شكل من أشكال الإرهاب فنحن نقوم يوميا بمراقبة الاسعار وانتظام التزويد. فعلى سبيل المثال يتم توزيع الحليب بين مختلف المناطق في ولاية مدنين تحت إشراف مراقب من وزارة التجارة وذلك لضمان عدم احتكارها من طرف التجار وتهريبها خارج الحدود. فكل شخص يقوم باحتكار السلع والمواد الغذائية فهويمارس الإرهاب الغذائي على أبناء وطنه. ولا اختلاف بين الإرهاب المسلح والإرهاب الغذائي. ما هي البرامج التي اتخذتها ولاية مدنين لدعم التنمية والتشغيل خاصة لدى الشباب من أصحاب الشهائد العليا ؟ في ولاية مدنين عديد المشاريع نذكر على سبيل المثال ميناء جرجيس الذي أصبح يؤمن 13 رحلة بحرية وبالتالي فقد حل جزءا هاما من مشكلة المسافرين القادمين من أوروبا كذلك نجد المنطقة اللوجستية ببنقردان «المنطقة الحرة» التي ستقوم بتوفير الشغل لأكثر من 2000 شخص بصفة مباشرة و6000 شخص بصفة غير مباشرة. وستكون أحد المشاريع التي ستقوم بمكافحة التهريب. ونذكر ايضا أن ولاية مدنين ستقوم بتركيز منطقة صناعية في كل معتمدية من معتمديات الولاية نذكر منها مشروع «الرصيفات بجرجيس» الخاص بالقرية الشمسية بالإضافة الى السياحة التي توفر المئات من مواطن الشغل لهؤلاء الشباب خلال هذه الصائفة وبالتالي سيتم الحد من ظاهرة البطالة . كلمة الختام أدعو الى سن قوانين تشريعية صارمة في ما يعرف بالأمن الغذائي فكل من يمارس سياسة الاحتكار يقوم بضرب الدولة واقتصادها وهوشكل من أشكال الإرهاب الذي يبث الفوضى ويزعزع أمن تونس واستقرارها.