بالتعاون مع جريدة الشروق والمعهد الدولي لدراسات الرأي العام ومنتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية بتونس ، صدرت دراسة مناخ المتابعة الإعلامية (رمضان 2018 ) . هذا وقد شملت الدراسة عينة تتكون من 900 مشاهد ومتابع للقنوات التلفزية والإذاعية وقراء الصحف ومتابعي الانترنيت. كما اعتمدت الدراسة متغيرات المستوى التعليمي والنوع الاجتماعي والعمر. الارتباط بالبرامج ..قبل القنوات تم احتساب معدلات المشاهدة La moyenne d'audience والمتابعة والتي تختلف عن نسب المشاهدة Le taux d'audience وذلك من خلال تغطية خيارات المشاهدة في الفترة المسائية ما بين السابعة والعاشرة ليلا. وقد تم تسجيل تباين في سلوكيات المتابعة بين الفئة العمرية الشبابية المتراوحة أعمارها بين 18 35 سنة والفئات العمرية الأخرى، حيث تصدرت قناة الحوار التونسي القنوات الأكثر متابعة بنسبة47 % في حين جاءت قناة نسمة في مرتبة ثانية ب 27 %. في المقابل تصدرت قناة نسمة ترتيب القنوات الأكثر متابعة اجمالا بين الساعة السابعة والساعة العاشرة لدى كل من الفئات العمرية التالية 3650 سنة و5165 سنة و66 سنة فأكثر بنسب تتراوح بين 48 % إلى 52 %. يشير هذا الفرق في المتابعة بين الفئات الشبابية والفئات الأخرى إلى مضمون البرمجة الإعلامية الموجهة فبالنسبة إلى الحوار التونسي تعد برامج المنوعات المبرمجة كامل أيام الأسبوع تقريبا إضافة الى برنامج الرهان المالي موجهة أكثر الى الفئات الشبابية في حين تبث قناة نسمة ثلاث مسلسلات مدبلجة إلى العامية التونسية في حين نلاحظ تراجع الإنتاج الدرامي في القنوات التونسية الأخرى خاصة كانت او عمومية فيما عدى شهر رمضان. وتتراجع هذه النسبة لدى الفئة العمرية التي تتراوح أعمارهم بين 18-35 سنة بالنسبة إلى المتابعة الإعلامية مع العائلة (السؤال أي قناة تتابع بين الساعة 19 والساعة 22 مع الاسرة) . حيث يتراجع معدل المتابعة الإعلامية لكل من قناتي الحوار التونسي وقناة التاسعة لفائدة قناة نسمة حيث تتراجع نسبة المتابعة الإعلامية لقناة الحوار التونسي من 46.6 % إلى 35.8 % وكذلك معدل متابعة قناة التاسعة من 13.5 % إلى 10.9 % في حين ارتفعت نسبة متابعة قناة نسمة من 27.1 % إلى 36% . في نفس الاتجاه ارتفعت معدلات المتابعة الإعلامية لقناة نسمة بالنسبة إلى كل من الفئات الثلاثة بين 36 و66 فأكثر. ومنه فيمكن تبيان استراتيجية التوجه نحو البرمجة الإعلامية التي تطرح مادة يمكن متابعتها مع العائلة مما يضمن متابعة إعلامية مرتفعة مقارنة ببرمجة إعلامية منوعاتية وفئوية حسب الفئة المستهدفة. في نفس الإطار وفي تقييم الجمهور للإنتاج الإعلامي التونسي المقدم من قبل القنوات التونسية الخاصة والعمومية والذي يتم طرح اغلبه للجمهور التونسي خلال شهر رمضان. ترى اغلب الفئات العمرية ان هذا الإنتاج الإعلامي يعكس الواقع الاجتماعي التونسي بنسبة 62.9 % بالنسبة إلى الفئة العمرية بين 15 و35 سنة ومن 65 % إلى 67 % بالنسبة إلى كل من الفئات العمرية من 36 إلى 66 فأكثر. هذه النسب تشير إلى ان اكثر من ثلث الجمهور يرى ان الإنتاج الاعلام التونسي لا يمت للواقع الاجتماعي التونسي بصلة ويفتقد إلى الامتداد الثقافي والاجتماعي التونسي. كذلك انقسم الجمهور التونسي في علاقة نسب المشاهدة المقدمة للجمهور حسب الإنتاج الإعلامي بجودة هذا الإنتاج حيث ترى 51 % من الفئة العمرية بين 15 و35 أن نسبة المشاهدة ليست محدد لجودة البرامج على عكس الفئات الأخرى التي ترى وبنسب تتراوح بين 53 % و60 % أن نسب المشاهدة تعكس جودت الإنتاج الإعلامي الذي تم تقييمه. وبالتالي وفي نفس التوجه العام يرى ثلثا الجمهور ان نسب المشاهدة التي يتم إعلانها للمتفرج من قبل المؤسسات الإعلامية او مراكز دراسات الرأي العام تأثر إيجابيا او سلبيا في اختيارات الجمهور التونسي وهو ما يخلق انحياز معتمد نحو برمجة محددة مسبقا السمارتفون : مصدر إعلامي ومعلوماتي أول اما بالنسبة إلى وسائل التواصل الاجتماعي فنلاحظ تفوق الفايسبوك من ناحية عدد المستعملين بالنسبة إلى جميع الفئات العمرية وذلك بنسبة 76.4 % لدى الفئة العمرية بين 15-35 ب 86.5 % لدى الفئة العمرية 50-36 سنة و90 % لدى الفئة العمرية بين 51 و65 سنة، وهو ما يتماشى مع الاحصائيات الوطنية بالنسبة إلى ترتيب وسائل التواصل الاجتماعي الاكثر استعمالا في تونس حسب عدد من المعطيات. في المرتبة الثانية يأتي انستاغرام بالنسبة للفئة التي تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة بنسبة 11.2 %في حين يحتل يوتوب بالنسبة إلى باقي الفئات العمرية المرتبة الثانية بنسبة 13.5 %لدى الفئة العمرية 36 50 سنة و10 % لدى الفئة التي تتراوح أعمارهم بين 51 65 سنة. المسلسلات الدرامية وخلال شهر رمضان تشهد القنوات التونسية ارتفاع نوعي في الانتاجات الدرامية التي ترتبط مباشرة بارتفاع ملحوظ في متوسط المشاهدة خلال الفترة الليلية خاصة. وفي هذا الصدد يجد الجمهور نفسه في عملية بحث حول الإنتاج الدرامي الذي يتماش مع ميولاته حيث جاء الترتيب بالنسبة إلى الإنتاج الدرامي كالآتي: المسلسل التركي المترجم إلى اللغة العامية التونسية (قناة نسمة) في المرتبة الأولى بنسبة 16.5 % لدى الذكور و19.3 % لدى الاناث. وفي مرتبة ثانية بنسبة 10.7 % لدى الذكور و13.1 % لدى الاناث جاء مسلسل تاج الحاضرة لقناة الحوار التونسي مما يجعله بالنسبة الى العام الفارط، في الترتيب الأول كإنتاج درامي تونسي مائة بالمائة. يليه مسلسل علي شورب بمتوسط متابعة قدرها 6.4 % لدى الذكور و7.7 % لدى الاناث. وبالنسبة إلى الفئات العمرية فتعتبر الفئة الشبابية هي الأكثر متابعة للإنتاجات الدرامية حيث تكون الجمهور المتابع لمسلسل قطوسة الرماد على سبيل المثال لا الحصر من 43.9 % من الفئة العمرية 1535 و38.3 % من الفئة العمرية 3650 و15 % من الفئة العمرية 5165 و2.8 % من الفئة العمرية 66 فأكثر. اما بالنسبة إلى الانتاجات الدرامية التونسية فتكون الفئة الشبابية بين 1535 سنة 50 % تقريبا من الجمهور المتابع وتكون باقي الفئات النصف الثاني بتقارب أو تباين نسبي. تجيب الدراسة عن سؤال : هل ثمة فارق كبير بين متابعة النخب ومتابعة الجمهور العريض؟ وبالنسبة إلى المتغيرات المتصلة بالمستويات التعليمية فتعتبر فئة المستوى التعليمي الثانوي الأكثر المتابعة للإنتاجات الدرامية فيما عدى مسلسل تاج الحاضرة والذي تعتبر فئات المستوى التعليمي العالي هي الأكثر متابعة له بنسبة 39.4 % ( تعليم عالي ) مقابل نسبة 38.1% (تعليم ثانوي) لكل من مسلسل علي شورب و35.35 % (تعليم ثانوي) لمسلسل قطوسة الرماد. الإذاعات بالعودة إلى ما سبق ذكره حول مدى تعقيد مشهد البث الإذاعي وتقنيات الارسال وتعدد الإذاعات إلى ( عمومية/خاصة/محلية/وطنية/ جمعياتية وراديو واب، يظل الاعلام السمعي من اكثر الوسائل التي يقبل عليها التونسي وبالتالي اختلفت المواد المقدمة من قبل هذه الإذاعات واتخذ أغلبها طريقا اعلاميا متخصصا يقدم مادة محددة وتختلف الشرائح المتابعة لهذه البرامج. فمن الممكن للجمهور ان يتابع أكثر من برنامج في أكثر من إذاعة وبالتالي لا يستقيم المقياس الوطني لمتوسط المتابعة الاعلامية حسب الإذاعات ولا بالبرمجية باعتبار إشكالية موجات البث التي تختلف بحسب مدى الإرسال ان كان قصيرا او متوسطا. وبالتركيز على المتغيرات التي ترتبط بالمتابعة الإعلامية للإذاعات نجد تركيز المتابعة الإعلامية للإعلام السمعي نحو الإذاعات الخاصة الوطنية وهذا يشمل جميع الفئات العمرية خاصة بالنسبة إلى الفئات الشبابية بين15 و35 سنة ب 74.3 %. في نفس الاطار تأتي الإذاعات العمومية في المرتبة الثانية بنسبة إجمالية قدرها 24.2 % بالنسبة الى المنتمين الى الفئة العمرية بين 3650 سنة وبنسبة 23.3 % بالنسبة الى المنتمين الى الفئة العمرية بين 51 65 سنة وبنسبة 46.7 % بالنسبة إلى الفئة العمرية الأكثر من 66 سنة. أما بالنسبة إلى المكان الذي يتم الاستماع فيه الأكثر إلى الإذاعة فنلاحظ تباين في الإجابات حيث أجاب 80 % من الجمهور النسائي انهن يستمعن الى الإذاعات في البيت في حين يؤكد ثلث الجمهور الرجالي فقط بأنه يستمع الى الإذاعات في البيت. نتائج عامة ..تؤكد معطيات الدراسة على مسائل منها: انه لا وجود لذوق نخبوي أو رفيع في المتابعة ، ذلك ان القنوات التلفزية والإذاعية ، بما في ذلك في الاعلام العمومي،تعمل وفق قاعدة ما يطلبه المشاهد وسوق الاشهار. غياب البرامج التي تتصل بالغذاء الفكري والثقافي والتي تخاطب المكون العقلي للذكاء وسيطرة ما يشبه الاعلام الغريزي المتمحور حول المادة الاشهارية الاستهلاكية والمنوعات الرديئة أن الاعلام العمومي يضل بعيد نسبيا عن احداث الفارق النوعي من حيث تأثره المتواصل بنمط وسياسات الاتصال والانتاج الاعلامي للقطاع الخاص, 0فهل ستكون برامج رمضان 2019 مختلفة هذا العام.؟