لا يمكن ان ننكر ان قناة نسمة نجحت في استقطاب المشاهد لعدد من الأعمال الدرامية التركية المدبلجة الى اللهجة التونسية حتى انها تصدرت نسب المشاهدة في تنافسها مع القنوات التونسية الأخرى وذلك بفضل اقبال العائلات التونسية على هذا النوع من الدراما التي استحوذت على قلوب الناس ، لكن ان يتم بث هذه الأعمال بطريقة غير مدروسة لا تراعي قدرة المشاهد على استيعابها مما يفسد لذة متابعتها هذا ما نعيبه على قناة نسمة التي نشاهد على شاشتها انفلاتا حقيقيا وفوضى للمسلسلات التركية التي يتم بثها مسترسلة من الساعة السابعة والنصف مساء تقريبا الى ما بعد منتصف الليل دون انقطاع مسلسل يعقبه مسلسل آخر «مسلسل السهرة» و»مسلسل البرايم» و»مسلسل الليل» وتختلف هذه التسميات التي اختارتها ادارة القناة لعنونة هذه الأعمال التي اصبحت ترهق المشاهد بدلا من مؤانسته وامتاعه ، ففي سهرة واحدة تبث هذه القناة تقريبا اكثر من خمس مسلسلات منها ماتم بثه سابقا على نفس القناة ومنها ماهوجديد... وللأسف تحولت التجربة الناجحة لقناة نسمة مع دبلجة الأعمال التركية الى اللهجة التونسية وبثها للجمهور الى فوضى درامية اوما يمكن وصفه بالإنفلات الدرامي الذي بات يصعب استهلاكه اومتابعته دون الشعور بالنفور اوالإرهاق الذهني من تكرار هذه الأعمال! وان كانت قناة نسمة اتخذت هذا التوجه من اجل كسب اكبر عدد ممكن من نسب المشاهدة فلابد ان تعدل من برمجتها في السهرة وتراعي مدى قدرة المشاهد على الاستيعاب.