حمدا لك يا رب على غيثك النافع لقد كان فعلا ذهبا خالصا في مارس حتى وإن كان هذا الذهب الخالص من ذوق أربعة وعشرين قيراطا لا أخال ثمنه يا أهل الحكم يغطي أكثر من مائتين وستين مليون دينار التي صرفها الفلاحون في الزراعات الكبرى في جهة باجة وحدها دون اعتبار أتعابهم ومشقّة شواغلهم على مدار عقارب الساعة طيلة السنة. ودون حسبان مستلزمات الميكنة وغلو أسعارها من مطّاطها إلى مسمارها حتى باتت «منامة عتارس» توأما ل«منامة مارس» عند كبار الفلاحين وصغارهم. ومع ذلك مازلت الدجاجة تترقب مجيء القمح من باجة صلبا ولينا حمدا لك يا رب على غيثك النافع في شهر أفريل الذي أطل علينا رأسه لا متلحفا بكذبته المعهودة وإنما عاريا فرطاسا حاملا كذبة القرن التي مفادها «البركة في الحكم المحلي» إذ كانت أمطاره فضة تنضاف إلى ذهب مارس بها امتلأت سدودنا التي كانت فارغة إلا من المياه المستعملة في المدن والقرى التي تصب مباشرة في أودية السدود وروافدها حمدا لك يا رب على شهر أفريل الذي بجلّ كذبة الحكم المحلي على كذبته إذ غسلت أمطاره ما علق بأذهاننا من أمنيات وآمال في العمل البلدي الديمقراطي عبر انتخابات نزيهة لا نعرف ابنة من ولا من تكون نزيهة ولا من أين جاءت. ما أعرفه أن فينا من على البديهة نادى تحيا نزيهة واعتلى الكرسي البلدي. أمطار أفريل جاءت تتويجا لأمطار مارس حيث تكفلت أمطار هذا وذاك بري صابات «البك» والحريقة وشتى أنواع الأعشاب اللمساء والشائكة في جميع مناطقنا البلدية. صابات قياسية عارمة ما عرفنا لها مثيلا منذ أن أرسى الرومانيون النظام البلدي في هذا البلد. قولوا معي: «ربي يوصّل بالسالم».