كثّفت قوات الجيش الوطني الليبي ، من هجماتها على الميليشيات المسلحة، في إشارة قوية إلى دخول معركة تحرير طرابلس إلى مرحلة الحسم وتخليص العاصمة الليبية من هذه المجموعات الخارجة عن القانون. طرابلس (وكالات) ووصلت تعزيزات عسكرية ضخمة من المنطقة الغربية إلى محاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس وأخذت مواقعها، تمهيداً للدخول في المرحلة الثانية والحاسمة من معركة تحرير طرابلس. وأعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أحمد المسماري، أن «آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء ركن إدريس مادي، توجه على رأس قوة كبيرة من مدينة الزنتان إلى غرفة عمليات تحرير طرابلس، لاستلام المهمة القتالية المكلف بها». وكان المسماري قد أكد في وقت سابق، أن الجيش سيكثف هجماته على مواقع الميليشيات خلال الأيام المقبلة، وسيستخدم المدرعات والمدفعية الثقيلة للتقدم نحو قلب العاصمة. ويرى مراقبون أن التعزيزات العسكرية التي انضمت إلى قوات الجيش الوطني الليبي في معركة طرابلس تشير إلى أن المواجهات ستأخذ منحا حاسما في اتجاه تكثيف الهجمات على الميليشيات المسلحة والتسريع في تخليص العاصمة الليبية من براثنها في أقرب وقت ممكن. ويذكر أن المشير خليفة حفتر سبق أن وعد بتحرير العاصمة الليبية طرابلس في أقرب الآجال الممكنة، في إشارة إلى وجود استعدادات كبيرة من قبل الجيش الليبي لدخول المعركة مرحلة جديدة أكثر شراسة، واستعداداً لفتح جبهات جديدة. ويبدو أن القيادة العامة للجيش قد ألقت بكل ثقلها في هذه المعركة «المصيرية» من خلال إرسال قوات ضخمة من «الاحتياط» إلى الجبهات، وتغيير قائدي كتيبتين مقاتلتين متمركزتين في ضواحي العاصمة الجنوبية. وترجح الأنباء المتواترة أن تشهد المناطق المحيطة بالعزيزية، ومحاور القتال في ضواحي العاصمة الجنوبية معارك طاحنة. وقد تُفتح جبهات جديدة بغرض اقتحام طرابلس، وحسم المعركة. ويأتي إعلان الجيش الليبي عن تكثيف الهجمات على الميليشيات المتمركزة في طرابلس بعد ضوء أخضر أمريكي روسي لحفتر بضرورة التسريع في إنهاء المهمة وتخليص البلاد من الميليشيات الخارجة عن القانون، باعتباره حليفا متميزا في دحر الإرهاب والتطرف وتأمين موارد النفط في البلاد. وأحكمت قوات حفتر قبضتها منذ أيام على مداخل العاصمة الليبية بانتظار اللحظة الحاسمة التي يصدر فيها القرار بدخول المدينة. وتمركزت القوات في الضواحي الجنوبية لطرابلس على بعد نحو 11 كيلومترا عن وسط المدينة. من جهة أخرى أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي امس الثلاثاء، إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات حكومة الوفاق. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المتحدث الرسمي للجيش الوطني الليبي أحمد المسماري ، قوله إن «المضادات الأرضية بقاعدة الجفرة الجوية تمكنت صباح اول امس من إسقاط طائرة تابعة لقوات حكومة الوفاق. وأضافت أن قوات الجيش الليبي تصدت ل3 طائرات كانت تحاول قصف القاعدة وأسقطت منها واحدة فيما فرّت اثنتان. وأوضحت أن قوات الجيش لا تزال تبحث عن الطيار. وقال شهود عيان في وقت لاحق إنه «تم العثور على الطيار وهو في قبضة الكتيبة 128 التابعة لقوات الجيش». ويأتي ذلك بعد أن نفى الناطق باسم حكومة الوفاق محمد قنونو، خبر إسقاط الطائرة.