تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق وسط تقدم للطرف الاول وسيطرته على عديد المناطق واستخدام الطرف الثاني لأول مرة لسلاح الجو. طرابلس (وكالات) وأظهر مقطع مصور اشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي وميليشيات في منطقة عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس امس السبت، في معركة «طوفان الكرامة» التي أطلقها الجيش الليبي ضد الميليشيات المسلحة. وشوهد في الفيديو جنود الجيش الليبي يطلقون النيران من مدافع مثبتة على مركبات عسكرية في أحد أحياء عين زارة. يأتي ذلك فيما تواصل قوات الجيش تقدمها داخل طرابلس ضمن العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها يوم الخميس الماضي لتحرير العاصمة من الميليشيات المسلحة. وسيطرت قوات الجيش الوطني الليبي على عدد من المناطق غربي وجنوبي العاصمة، من بينها الزهراء والساعدية والعزيزية وترهونة وغريان ومقر اللواء الرابع والهيرة. من جهته أكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، امس السبت، أن هدف العملية في طرابلس ينحصر في تأمين العاصمة وتحريرها من «الميليشيات الإرهابية». وقال المسماري في مؤتمر صحفي إن هناك تدابير لحماية المدنيين وعدم استخدام القوة المفرطة في عملية «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة من «الميليشيات الإرهابية». وأضاف أن «خطة الجيش الليبي لا تتعدى مكافحة الإرهاب في العاصمة طرابلس»، لافتا إلى أن قوات الجيش الليبي تواصل التقدم على 7 محاور. وأوضح أن «القوات الجوية لم تدخل في العمليات العسكرية الجارية لتحرير طرابلس وعدد ضحايا الجيش الليبي الذين سقطوا في العمليات العسكرية بلغ 14 قتيلا». وأشار إلى أن قواته تعمل على حصر المعارك ضمن أضيق نطاق جغرافي ممكن وأن هدفها تأمين طرابلس وتجنب توسيع رقعة المعارك. وأشار إلى أن هناك وحدات خاصة للجيش الليبي لتأمين البعثات الدبلوماسية ومؤسسات الدولة. وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي على أن «أي طائرة ستستهدف قواتنا سنقوم بضربها وبضرب القاعدة التي أقلعت منها». وخلال المؤتمر الصحفي، رحب المسماري بالموقف الروسي الداعي لإنهاء خطر الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في طرابلس. وفي وقت سابق من يوم امس أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أنها تعرضت لغارة جوية على بعد 50 كيلومترا من العاصمة الليبية طرابلس. ونددت قوات حفتر عبر مكتبها الإعلامي بشدّة بالغارة الجوية على منطقة العزيزية من طائرة أقلعت من مصراتة (غرب)، علما بأن القوات المتمركزة في هذه المدينة موالية بغالبيتها لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس. ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر عسكرية أن الطيران الرئاسي استهدف مواقع للقوات التابعة لحفتر في مزدة، دون أن يخلف القصف أي أضرار. من جهة أخرى نقلت قناة «ليبيا الأحرار» عن مصدر في حكومة الوفاق، قوله إن الإدارة الأمريكية طالبت القوات المسلحة التي يقودها المشير خليفة حفتر، بالوقف الفوري للتحركات العسكرية باتجاه العاصمة طرابلس والعودة إلى مواقعها السابقة. وبحسب ما نقلته القناة عن مصدر في حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، أكدت الإدارة الأمريكية في رسالة موجهة إلى حفتر؛ أنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في ليبيا، وأنهم لا يدعمون العملية العسكرية التي يقوم بها. وجددت واشنطن وفق نص الرسالة الموجهة لحفتر؛ دعمها للمبعوث الأممي غسان سلامة لكسر الجمود السياسي في ليبيا، محملة مسؤولية التهدئة والعودة إلى المفاوضات السياسية لجميع الأطراف. الأممالمتحدة .. المؤتمر الوطني الليبي سينعقد في موعده واشنطن (وكالات) قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، امس السبت، إنه عازم على عقد المؤتمر الوطني في موعده رغم القتال الجاري في البلاد. وتعتزم الأممالمتحدة عقد مؤتمر في مدينة غدامس بجنوب غرب ليبيا من 14 إلى 16 أفريل الجاري لبحث الانتخابات باعتبارها سبيلا للخروج من الصراع الدائر بالبلاد منذ ثمانية أعوام.وقال سلامة للصحفيين في طرابلس إن الأممالمتحدة تعمل على منع تصعيد الأزمة في ليبيا. ويأتي ذلك فيما تواصل قوات الجيش الليبي تقدمها داخل طرابلس ضمن عملية عسكرية تحت اسم «طوفان الكرامة» أطلقتها، الخميس الماضي.