شهدت الساحة الإعلامية صباح امس حادثة هي الاولى من نوعها حيث تم اقتحام مقر قناة نسمة بعشرات الأمنيين وتم قطع بثها وتدمير تجهيزاتها. تونس "الشروق" انطلقت عملية قطع بث قناة نسمة صباح امس بتوافد عشرات السيارات الامنية على مقر القناة برادس وقامت مجموعة باغلاق الباب الرئيسي ومنع الدخول فيما دخلت مجموعة اخرى الى مبنى القناة لقطع البث. وفوجئ العاملون بالقناة بعدد هائل من الامنيين يقتحم المكان ويتجهون مباشرة الى تجهيزات المؤسسة وبدؤوا في قطع الكابلات وتهشيم عدد من التجهيزات ما اثار حالة من الرعب بين العاملين ولم يكن أي منهم يفهم ما يجري. وعلى امتداد ساعتين تواصلت عملية تخريب تجهيزات المؤسسة واحتجاز العاملين في الداخل او منع من ظلوا خارجها من الدخول وحصلت مناوشات بينت أن القرار سينفذ مهما كان الثمن وهو ما جعل العاملين في المؤسسة يشعرون بالرعب ويتراجعون عن محاولة منع العملية. وخارج المؤسسة تواصل منع القادمين من العاملين في القناة او المتضامنين معها من الدخول عبر اغلاق الباب الرئيسي بالسيارات الامنية والعشرات من الامنيين الى ان انهت المجموعة التي دخلت الى القناة عملية تخريب أجهزة البث لضمان وقفه نهائيا دون ان تستعين بمختصين او تقنيين ما ادى الى تدمير عدد من التجهيزات. ولدى مغادرة السيارات الامنية للمقر حصلت مناوشات أخرى حيث وقعت جملة من الاستفزازات لكن تمكن الجميع من تجاوزها وعدم ترك الاوضاع تتطور اكثر وتحول العاملون في القناة الى الاعتصام في الطريق الرئيسي تنديدا بما حصل لمؤسستهم. وفي الاثناء تواصل توافد المتضامنين مع القناة وكان اولهم النائب عبد العزيز القطي والنقابي لسعد اليعقوبي وسمير الشفي ومحمد السعيدي الكاتب العام لنقابة الاعلام وغيرهم كثيرون من سياسيين واعلاميين. وعبر عدد من الاحزاب عن تضامنهم مع القناة من بينهم حزب آفاق تونس والتيار الديمقراطي وحزب البديل وحركة نداء تونس بشقيها والامين العام لحزب المشروع وحركة الشعب وحزب المؤتمر. ومن جانبه قال رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري نوري اللجمي في تصريح صحفي انه تم غلق القناة لعدم احترامها للقانون وعدم سعيها الى تسوية وضعيتها القانونية في حين أشار الى انه لم يتمكن من غلق قناة تلفزية اخرى لانها تحظى بدعم سياسي على حد قوله. وقد اثار هذا التصريح جدلا واسعا خاصة في الاوساط السياسية حيث اعتبر مؤشرا على تحكم اطراف سياسية في قرارات الهيئة وفي تحديد المؤسسات التي يجب غلقها والتي تمنح غطاء سياسيا. لا صفة للهايكا قال رئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي في تدوينة له على صفحته الرسمية بالفايسبوك'' أمس الخميس إن ما حدث اليوم مع قناة نسمة بتعلة تنفيذ قرارات الهايكا الانتقائية والتي أصبحت لا صفة لها منذ استقالة معظم اعضائها هو ضرب لحرية التعبير اكبر مكسب تحقق اثر الثورة. وقال حافظ قايد السبسي في نفس التدوينة '' فمن هي الهايكا ..؟ ''، وأشار إلى أن ''الهايكا أصبحت اليوم غير قانونية ترصد لها الملايين من أموال الشعب لتراقب وتصنصر وتسكت أصواتا حرة، في حين تتجاهل الشتم والشيطنة والتحريض وانتهاك أعراض الناس خلال برامج تلفزية وإذاعية موجهة في قنوات وإذاعات اخرى " صديقة ". وعبر حافظ قايد السبسي عن تضامنه مع قناة نسمة ومع إدارتها والعاملين فيها من موظفين وصحفيين وغيرهم.