تونس الشروق: اقتحمت صباح أمس قوات من الشرطة مقر قناة نسمة في ضاحية رادس وأغلقت قاعة البث وقطعت الانترنات وهشمت التجهيزات. اضطرت قناة نسمة أمس الى تغيير مكان البث بعد مداهمة الشرطة لمقرها المركزي واتهمت القناة قوات الأمن بتهشيم تجهيزاتها وهو ما نفته أمس وزارة الداخلية التي أكّدت أن اقتحام مقر القناة جاء تنفيذا لقرار الهايكا بسبب مخالفة القناة التراتيب وعدم امتثالها لطلبات القناة وهو قرار يعود الى خريف العام الماضي كما قال النوري اللجمي رئيس الهايكا. قرار سياسي مستشار نبيل القروي المدير العام للقناة ، أسامة الخليفي قال ل«الشروق» أن ماحدث أمس هو موقف سياسي انتقامي من القناة التي لم ترضخ لضغوطات الحكومة واتهم يوسف الشاهد بأنه بصدد تصفية حسابات مع نسمة التي لم ترضخ لضغوطات مستشاريه والتزمت بخطها التحريري المستقل واعتبر الخليفي أن الخطوة التي أقدمت عليها قوات الأمن هي تطبيق لتعليمات الشاهد الذي يريد أن يرضخ الأعلام قبل الاستحقاق الانتخابي ولا علاقة لها بقرارات الهايكا التي انتهت صلاحيتها منذ 2015. تطبيق القانون على الجميع ما حدث أمس في قناة نسمة لقي إدانة واسعة ولَم تنجح الهايكا في الإقناع بقرارها الذي تسبب في حرج كبير للحكومة فليست قناة نسمة فقط هي المخالفة للقانون فهناك أكثر من تلفزة وإذاعة مخالفة للقانون والتراتيب منها قناة الزيتونة الغامضة في تمويلاتها والمحمية من حركة النهضة وكذلك قناة الانسان وإذاعة القرآن الكريم وقناة الحوار التونسي التي تبث برخصة تلفزة جمعياتية. لذلك فإن تطبيق القانون من هيئة فاقدة للشرعية على قناة نسمة فقط دون غيرها تفوح منه رائحة تصفية الحسابات السياسية خاصة أن نبيل القروي قد يكون منافسا سياسيا ليوسف الشاهد في انتخابات 2019. استهداف قناة تلفزيونية في شعبية نسمة ومهما كان حجم المبررات خطأ سياسي كبير بعد ثماني سنوات من سقوط حاجز الخوف وتحرر الاعلام وأكبر مستفيد هو نبيل القروي الذي قدمت له الحكومة هدية لم يكن يحلم بها فالعقلية التونسية تتعاطف مع الضحايا حتى وإن لم يكونوا على حق