يشهد اليوم السبت ذروة اقبال التونسيين على التزود بحاجيات شهر الصيام سواء في الاسواق او المساحات الكبرى التي تشهد نسقا متصاعدا على الاستهلاك خلال الايام الاخيرة التي تتزامن مع صرف الرواتب والاستعداد لشهر رمضان. تونس (الشروق) وقد فاق الطلب كل التوقعات بما لا يعكس حقيقة وجود ازمة اقتصادية تعيشها البلاد. والطريف ان موجة الاستهلاك طالت الجزائر الشقيق بعد ان اختار عديد التونسيين التسوق منها وذلك بغاية الاستفادة من فارق السعر الكبير بين البلدين في جل المنتجات الاستهلاكية وقد لخّصت جزائرية ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي الوضع بالقول «الى اشقائنا في تونس اتركوا لنا القليل من مواد التنظيف والاجبان... لقد أتيتم على الاخضر واليابس». وفي المساحات الكبرى في تونس تم تداول صور تعكس اللهفة والمبالغة في الاستهلاك قبل حلول شهر رمضان بشكل يدعو الى ضرورة العودة الى ومضات ترشيد المستهلك لأنه في النهاية سيكون الخاسر الاكبر من شطط الاستهلاك فالشهر مازال في اوله والميزانية الاسرية في حاجة الى تقسيم وترشيد حتى لا تختل وتضطر الاسر للتداين. وهو ما نصح به المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية المستهلك اذ ذكر في حديثه ل»الشروق» أن شهر رمضان المعظم هو شهر الاستهلاك بامتياز بالنسبة الى المواطن التونسي مقارنة بالأشهر العادية اذ تشهد المنتجات الاستهلاكية الغذائية خلال هذا الشهر ارتفاعا ملحوظا يقدر ب34بالمائة مقارنة ببقية اشهر السنة ولاحظ ان قائمة المنتوجات الغذائية التي تشهد زيادة في الاستهلاك والمتمثلة بالخصوص في التن الذي يرتفع استهلاكه ب111بالمائة والدقلة ب114بالمائة والسمك «الصبارص» للشربة ب700بالمائة والملسوقة ب80بالمائة والخبز بنسبة 58 بالمائة والبيض ب58 بالمائة والمشروبات الغازية ب 115 بالمائة والجبن المبشور ب100 بالمائة واللبن ب680 بالمائة. وأشار رئيس المعهد الى أن المواطن مدعو الى تنظيم ميزانيته خاصة وان الدراسات التي انجزها المعهد تشير بان ثلث ما يتم اعداده من اكلات مطبوخة يتم القاؤها في القمامة في شهر رمضان واضاف ان الخبز يعد ثاني منتوج يتم القاؤه في مصب النفايات بعد الاكلات المطبوخة خلال هذا الشهر ودعا المواطنين الى ترشيد الاستهلاك والتقليل من التبذير الغذائي خاصة واننا على ابواب مواسم استهلاكية متتالية ستتواصل الى سبتمبر المقبل. ونصح التونسيين بالتسوق اثر موعد الافطار للتقليل من الشهوات والتبذير ان امكن لهم ذلك كما دعا الى تقسيم وجبة الافطار ذلك ان التونسي بعد نحو 16ساعة من الصوم يلتهم وجبة الافطار في 8دقائق فقط وهو ما يتعب معدته كما نصح باستبدال الحلويات في السهرة بالغلال وذلك لتجنب العادات الغذائية السيئة. من جهة اخرى تدعو منظمات ارشاد وحماية المستهلك الى تجنب اللهفة ذلك ان المتجول في الاسواق يرى الاقبال المهول للتونسيين وتزاحمهم على ابسط الاشياء فقد رصدنا صفوفا على القهوة والبهارات والمواعين والحليب والاجبان وعلى الاسماك بل ان المتجول في الفضاءات الكبرى يمكنه ان يرصد نفاد السلع في كل الأروقة التي ضمت تخفيضات وقد طال الاقبال كل ما يدخل في تركيبة طاولة الإفطار رغم الغلاء وتذمر التونسي من ضعف مقدرته الشرائية وغرقه في المديونية.